أخبار الآن | غازي عنتاب – تركيا (نذير العبدو)

ذاكرة المواطن السوري اليوم لا تحمل في أي مجال عن الإعلام السوري إلا عدم المصداقية، وكلنا يذكر كلمة الشاعر السوري الراحل "ممدوح عدوان" بأن "التلفزيون السوري يكذب حتى في نشرة الأخبار الجوية". هذه الخلفية المضمحلة عن الإعلام جعلت المواطن السوري يبحث عن بدائل إعلامية أخرى تحمل المصداقية. ومن هنا كان الإعلام البديل الذي انطلق مع الثورة السورية عام 2011.

فساد الإعلام الرياضي للنظام

يقول "نيلسون مانديلا" أن "لدى الرياضة القوة لتغيير العالم وتوحيده، وبعث الروح فيه، إنها تخاطب الشباب باللغة التي يفهمونها، وتمدهم بالأمل، إنها أقوى من الحكومات في كسر الحواجز بين الشعوب".

لا يخفى على أحد مدى تعلق الشعب السوري وحبه للرياضة وحجم المتابعة والجمهور الرياضي في سوريا. فكم كانت الأناشيد والأهازيج تهز الملاعب والبيوت وكم كانت تطرب لها الآذان عند إقامة البطولات أو المباريات المحلية، وكم كانت تدفن الانتماءات والقوميات عند رفع علم الفريق المحلي لإحدى المحافظات. وكم كانت النقاشات تشتد والأصوات تعلو في المقاهي والساحات في أرقى معاني الحب للرياضة والأخلاق الرياضية.

وفي ذات الوقت، كان القطاع الرياضي يعاني الكثير من المشاكل الفنية والإدارية والفساد والإهمال التي جعلت الرياضة السورية تتراجع إلى أن باتت تقبع في مؤخرة الترتيب بين البلاد العربية. هذا الفساد الذي يعصف في القطاع الرياضي كان له الوزن المماثل في مجال الإعلام الرياضي فقد كانت الأقلام الرياضة ضحلة لا تشير إلى فساد هذه المنظومة التشبيحية التي تسير القطاع الرياضي وفق تصور ومنظور بعض أصحاب الواسطة والمحسوبية، وهذا ما رسخ حالة من عدم الرضا لدى الجماهير وتراجعا كبيرا في النتائج.

الإعلام الرياضي البديل

تشهد ساحة الإعلام في سوريا اليوم تنافسا كبيرا في تكريس موضوعية الخبر ومصداقيته في كافة المجالات. وفي ظل هذه الموجة الجديدة من الإعلام البديل انطلقت مجموعة من الشباب السوري لتشكيل فريق مختص بالإعلام الرياضي وبدأوا العمل ووضع الخطط وجمع الأخبار وعمليات التصوير والمونتاج كخلية نحل تسعى لتقديم المعلومة الرياضية للجمهور ضمن قالب إعلامي جديد ومبتكر ويليق بمستوى الرياضة السورية.

وفي حديث خاص مع مدير "موقع سبورت ناو" الرياضي السيد "أحمد طبشو" يقول لأخبار الآن: "انطلقنا بموقع "سبورت ناو" كأول منبر إعلامي رياضي متخصص في عهد الثورة السورية، ووضعنا برنامجاً لعملنا لننتقل من فكرة الإعلام الالكتروني السائدة في سورية ما قبل الثورة بأنه إعلام ضعيف يقتصر على المواد المكتوبة فقط لنقدم للمتابع الرياضي تقارير ومقابلات مرئية تسلط الضوء على الرياضيين السوريين الذين تركوا المنظمة الرياضية الفاسدة في سورية واتخذوا من الثورة طريقاً لهم مواجهين صعوبات عدة، وأخذنا على عاتقنا تسليط الضوء عليهم لكي لا يكونوا أقل شأنا من الرياضيين القابعين تحت ظل منظمة الاتحاد الرياضي في دولة البعث، ولإيصال رسالة إلى العالم بأن الثورة السورية ثورة مجتمعية خالصة وليست عسكرية بحتة".

أما عن عمل الموقع الحالي، فيقول: نحن نعمل حالياً على إنتاج سلسلة أفلام وثائقية قصيرة عن شخصيات قيادية ومؤثرة رياضيا، إضافة إلى أبطال وأسماء سورية لامعة بالإضافة لسلسلة تعريفية عن الأندية التي ولدت خارج الوطن على الأراضي التركية بحيث تم تجهيز "موقع سبورت ناو" برمجياً لكي يصبح أرشيف ورزنامة لكل رياضي سوري حر .

الرياضة الحرة والإعلام

وعن واقع الرياضة السورية الحرة، يقول أحمد: بشكل عام الرياضة السورية الحرة حالياً تعيش حالة من الفوضى نظراً لظروف الحرب وانعدام الخبرة الرياضية للقائمين عليها وهي طامة كبرى وعندي أمل كبير أنها تعالج في قادمات الأيام.

وفي سياق متصل، يخبرنا "أحمد" عن بعض التفاصيل الحالية في الساحة الرياضية الحرة: "صادق الائتلاف الوطني لقوى الثورة منذ أيام على تشكيل اللجنة الأولمبية السورية والتي ضمت شخصيات قيادية وأبطالا رياضيين نأمل أن يقودوا الرياضة الحرة إلى بر الأمان بعد غياب طويل لجهة واضحة وحقيقية في التعامل مع الملف الرياضي دوليا".

السيد "نادر" أحد أعضاء فريق عمل "سبورت ناو" يقول: "أنا رياضي سابق وكنت أعمل في مجال الرياضة قبل الثورة وهذا ما جعلني أحد المهتمين في فكرة موقع "سبورت ناو" لذلك أتفهم صعوبة تلقي الأخبار من قبل جمهور المتابعين الرياضيين والمهتمين،  ولهذا أتى مشروع موقع "سبورت ناو" لإيجاد وسيلة إعلامية موثوق بها ومحايدة ومن السهل الوصول لها بحيث تساعد في نقل الأخبار والأحداث الرياضية بمنتهى الشفافية، كما تساعد المجتمع وترفع من ثقافته الرياضية، فهي محاولة ورسالة بسيطة منا كرياضيين عاملين في الإعلام الرياضي إلى شعوب العالم أننا شعب محب للرياضة والحياة ولسنا عشاق حرب أو دمار كما أراد النظام السوري إظهارنا أو المجموعات المتطرفة الأخرى التي تشارك النظام الإجرام ذاته ضد شعبنا".

يسعى الشباب السوري في جميع قطاعات الإعلام إلى التأكيد أن الصوت الذي ارتفع يوما في آذار عام2011  لن يخمد أبداً وسيكون لصوت الإعلام البديل مساحته الحرة في المستقبل مساعدا في تحديد هوية الدولة التي خرج من أجلها الشعب السوري.