أخبار الآن | حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)

ينتظر أهالي حي الوعر المحاصر "المصير المجهول" بعد أن دخل الحي في حصار كامل، ويعتبر الوضع الإنساني بشكل عام في أسوأ حالاته حيث أن مخزون الأهالي قد استنفذ تماما كما نفذت بشكل كامل الأدوية الإسعافية في ظل انقطاع كامل للكهرباء وشح كبير بالمحروقات. وتجتاح حالة من الخوف والهلع شوارع الحي بعد أن منعت الحواجز التابعة لقوات نظام الاسد دخول وخروج المدنيين من وإلى الحي. كما أن قوات النظام ارتكبت عدة مجازر بحق المدنيين في تصعيد هو الأعنف من نوعه، للضغط على المدنيين للرضوخ لكامل الشروط التي تمليها قوات النظام في حال حدوث أية مفاوضات مستقبلية.

الأهمية الاستراتيجية وسير المعارك في منبج

اكتمال الحصار

أكد الناشط "مجد الشيخ" لأخبار الآن، أن الحي: "يعيش وضعاً إنسانيا سيئاً وهو الآن بدأ بدخول مرحلة خطيرة إذا استمر على هذا الحال، فطبيعة الأرض في حي الوعر لا تسمح بزراعة الحدائق أو استثمار الأرض كما حصل في حمص القديمة، حيث اعتمد المحاصرون في حمص على زراعة الحدائق المنزلية والحدائق العامة واقتلاع "البلاط" في بعض المنازل وزراعتها بالخضروات التي تنضج بفترة قصيرة للتخفيف من أزمة فقدان الأطعمة"، وأضاف: مقارنة بحمص القديمة، لم يكن في حمص القديمة الكم السكاني الهائل المتواجد في حي الوعر، فحمص القديمة كانت تحتوي على 2000 مقاتل في الفترة الأخيرة، أما حي الوعر فهوي يحتوي الآن على 100 ألف نسمة مهددون بتجويع كامل كما حصل في مضايا".

وأكدت الناشطة "جودي عرش" لأخبار الآن بأن قوات النظام سمحت بدخول ست سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري في 1 حزيران، تحمل بعض اللقاحات وحليب الأطفال وأدوية خاصة بالأطفال وكميات ضئيلة من الخبز، لا تكفي الحي شهرًا واحدًا، بحسب اللجان التي تفاوض النظام، فيما تكفي كمية الخبز التي أدخلت لتوزيع رغيف واحد لكل شخص، كما أجبرت قوات الأسد الموظفين في القطاعين الخاص والحكومي والطلاب الجامعيين على إخراج عائلاتهم من الحي، لو رغبوا بالحفاظ على وظائفهم وتعليمهم.

وأضافت أن العوائل التي خرجت من الحي لا تتجاوز العشرات، تعرض 17 شخصًا منهم للاعتقال على الحواجز الأمنية في محيط الوعر.

وتكمل: "إن إدخال المساعدات لا يعني توقف استهداف الوعر كما استبشر سكانه، فبعد يوم واحد من دخول المساعدات قصفت قوات النظام الموجودة في الجزيرة التاسعة الحي بخمس أسطوانات متفجرة وعدد من قذائف الهاون، وتسبب ذلك بسقوط عدد من الجرحى تفاوتت إصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة".

قوات سوريا الديموقراطية تقطع طرق إمداد داعش وتحاصر منبج

حي الوعر والمفاوضات الجديدة

وفي السياق ذاته أصدرت لجنة التفاوض بياناً للإعلام، بحسب المصدر ذاته، وتضمن أسباب قيام اللجنة بعملية التفاوض، كما تضمن نية الوفد بعدم ادّخار أي جهد يخفف معاناة المدنيين في الحي المحاصر، معتبرة أن الحي اليوم "أمام خيارات مفتوحة ما زالت مجهولة"، كما أدانت المؤسسات الفاعلة في حي الوعر"السلوك السلبي" للأمم المتحدة أثناء عملية التفاوض، وطالبت مؤسساتها والمنظمات التابعة لها بالاستجابة الطارئة والفورية لتأمين المستلزمات الإنسانية، والإعلان عن الطرف المسؤول عن حصار الحي.

وأوضح المصدر ذاته أن الموقعين على بيان الإدانة من المؤسسات هم مجلس محافظة حمص الحرة، والجمعيات الإغاثية في الحي، إضافة إلى المكتب الطبي والمكاتب الخدمية.

ودعا البيان الجهات المسؤولة عن مراقبة الحي المحاصر إلى متابعة الأحداث وتقصي ما حصل في الفترة السابقة، مشيرًا إلى عدم إبداء أي توضيح لإلغاء مشاريع التوظيف والمشاريع الإنسانية والخدمية التي وعدت بها الأمم المتحدة أثناء عملية التفاوض.

يعد حي الوعر آخر معقل للمعارضة في مدينة حمص، ويقطنه 100 ألف نسمة مهددين بكارثة إنسانية وسط ازدياد حالات سوء التغذية وغياب بعض الأغذية الأساسية والمواد الطبية.