أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا ( إبراهيم الإسماعيل)

 

لم يعلم "أحمد" ذلك الطفل الصغير حين خرج من منزله في ريف حلب أنه سينام يوماً ما بدون غطاءٍ أو مأوى أو أن يفترق عن أمه وأبيه ويترك غرفته الصغيرة ويهاجر إلى المجهول في تلك الأراضي البعيدة عن بلدته الصغيرة، ويقبع لأيامٍ طويلة بالقرب من الحدود التركية منتظراً أن ينام بمأمنٍ ذات يوم.

عشرات الآلاف من المدنيين هُجروا من بيوتهم في ريفي حلب وإدلب، إما بفعل طائرات النظام وصواريخه أو بفعل أسراب الطائرات الروسية التي لا تفارق الأجواء، أو بفعل القوات المسلحة الأخرى التي افتعلت حرباً بالقرب من بلدته "داعش والوحدات الكردية وقوات سورية الديمقراطية".

#مافي_بيت حملةٌ أطلقها المكتب الإعلامي لقوى الثورة في الشمال السوري في محافظتي حلب وإدلب لتسليط الضوء على النازحين في الداخل السوري وتجسيد معاناتهم عن طريق الأفلام القصيرة والصور المعبرة والقصص المؤلمة التي يعيشها النازح السوري كل يوم.

دمشق تتأرجح بين سعر الدولار وقدوم رمضان

يبلغ عدد المهجرين داخلياً من السوريين قرابة ستة ملايين ونصف مدني، جلهم يعيشون في أماكن لا تصلح للعيش أو في خيامٍ لا تقييهم الحر أو البرد، منقطعين عن أساسيات الحياة التي غابت عنهم لسنوات وهم داخل تلك الرقعة الصغيرة التي يطلقون عليها "الخيمة".

"حاتم ويشو"، مدير المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية أفادنا خلال لقائنا الخاص به: "انطلقت الحملة في اليوم الأول من الشهر الحالي وستستمر لليوم السابع من نفس الشهر، شهر حزيران، حيث تهدف الحملة إلى لفت أنظار العالم إلى النازح السوري في الداخل، والعمل على الضغط على الحكومات والمنظمات العالمية لتأمين منطقةٍ عازلة للمدنيين أو مساكن تصلح للعيش داخلها".

يذكر أن الحملة أطلقت بتاريخ الأول من حزيران وهو يوم الطفل العالمي وذلك للتذكير بالأطفال النازحين والذين يحتلون المرتبة الأولى في إحصائية النازحين داخلاً، والذين فقدوا مدارسهم وانقطعوا عن التعليم لأعوام طويلة.

خطة الحملة وبرنامجها خلال سبعة أيام

بدأت الحملة نشاطها في المخيمات الشمالية لمحافظتي إدلب وحلب، حيث قام العاملون في الحملة بعرض أفلامٍ قصيرة على أطفال المخيمات تشرح للأطفال الأمور التي حرموا منها والحقوق التي يجب أن يحصلوا عليها كأطفال وتذكر بدور الأسرة السليمة وضرورة العمل على تشييد أعمدتها.

كما اهتمت الحملة بأكثر من أربعين مدرسة أنشئت على خط المخيمات الحدودية والتي لا تصلح للتعليم بشكل جيد ولا تقدم الكثير لهؤلاء الأطفال المرتادين إليها، وذلك بسبب ضعف الأمور المادية والأدوات الخاصة بالتعليم.

فنانون سوريون لأخبار الآن: الأمل بسوريا أفضل

كما يتم عرض أفلامٍ قصيرة وقصص عن العلم والتعليم والمدارس وضرورة التمسك بالعلم والمعرفة فهي الطريق الأول للنجاح والتحرر من كافة قيود النظام وأتباعه.

ويضيف ويشو في حديثه: "تهدف الحملة أيضاً إلى تسليط الضوء على الجمعيات المحلية العاملة في الداخل السوري وشرح آلية عملها للجمعيات والمنظمات العالمية القادرة على تقديم العون لهذه الجمعيات وتقديم العون لنازحي الداخل بشكلٍ أكبر ولفت انتباه منظمات العمل الدولي إلى هذا الجانب من النازحين السوريين".

"ما في بيت" .. حملة لإغاثة آلاف النازحين في الداخل السوري

الأهداف البعيدة للحملة

تهدف الحملة مستقبلاً وذلك بعد مؤتمر جنيف وانتظار خطة الحلول المقترحة من قبل المفاوضين؛ إلى تسليط الضوء على المؤسسات دائمة العمل في سوريا، كالدفاع المدني والشرطة الحرة والمنظومات الإسعافية والطبية وذلك من أجل دعم استمرار هذه المؤسسات بعد إسقاط النظام وتشكيل الحكومة المؤقتة التي تنتقل بالبلاد إلى بر الأمان.

كما يأمل القائمون على الحملة أن يستطيعوا إيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي والإعلام الدولي لحثه على نقل واقع البؤس السوري لزيادة الضغط على الحكومات والدول الكبيرة للإسراع في حل الأزمة السورية والعمل على إيقاف شلال الدم السوري المتزايد يومياً.

"أسامة حدبة" عضوٌ في المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية يقول في حديثه: "ندعو الجهات الإعلامية والوكالات الإخبارية السورية والعربية والعالمية إلى العمل على نفس مبدأ حملتنا وذلك بتسليط الضوء والأنظار على مشكلة النازح السوري في الداخل، وأخذ الأمر على محملٍ جديٍ أكبر لإنقاذ الآلاف من الجهل والمرض والموت البطيء".

تستمر الحملة بتصوير معاناة المخيمات السورية حيث تقوم على مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بها بنشر قصصٍ مصورة وأحاديث ومقابلات للعديد من الشباب السوري والأطفال من داخل تلك المخيمات، حيث شملت الحملة مناطق عدة منها حلب وإدلب ودرعا وحمص، أملاً منها لرصد واقعٍ أكبر ورقعةٍ أكبر تحمل في طياتها الكثير من الوجع السوري والعديد من قصص أناس عاشت وماتت وهي تناضل لإخراج أطفالها من هذا الواقع المرير.

"ما في بيت" .. حملة لإغاثة آلاف النازحين في الداخل السوري