أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
عدة رسائل فكرية وأهداف مختلفة يسعى داعش إلى إيصالها والوصول إليها من خلال فريق عمل مؤلف من إعلاميين محترفين، وهواة، ومناصرين ناشطين على شبكات الإنترنت، إذ يسعى داعش في البداية إلى ترسيخ عدة مفاهيم في أذهان المتلقين عن التنظيم، وذلك عبر عدة ثنائيات من المتناقضات، أهمها القسوة والرحمة، والضحية والجلاد، والهجرة والإنتماء.
وفي حين أن القسوة والوحشية كانا العاملان الطاغيان على ما يصدر عن إعلام داعش، لكن تبقى العمليات الإعلامية للتنظيم محسوبة بدقة، اذ يعمل إعلاميو داعش على إنتاج المحتوى بعناية شديدة في سبيل إستقطاب مختلف الفئات من المشاهدين، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتلقين، مستخدمين التضليل وسيلة في تأجيج الجماهير ونيل إعجابهم، ومعتمدين على شغف وسائل الإعلام العالمية بما هو مثير كافتخار المسلحين بإستعباد النساء جنسيا أو إعدامات جماعية بطرق مقززة.
بعد متابعة ساعات طويلة من إصدارات داعش، اتضح مدى التضليل المتبع لدى داعش، فعلى سبيل المثال، وبالتمحيص ضمن اصدرات عدة تناولت ثنائية الهجرة والإنتماء، التي يسعى التنظيم من خلالها لإيصال فكرة اليوتويبا أو المدينة الفاضلة، القائمة على الأرض الخاضعة لإحتلاله. وذلك عبر إصدارات متنوعة تبثها مؤسسة أعماق وفيها مشاهد مقتضبة تنقل صورا مختلقة عن الحياة في مناطق داعش، ويتخللها بالضرورة استطلاعات رأي لأهالي تلكم المناطق.
المفارقة أن أهالي تلك المناطق، وبعد خلاصهم من قبضة مسلحي داعش، يروون فظائع عن نمط الحياة في ظل إحتلال داعش.
ولا يقف الأمر عند تضليل الجماهير الساعي داعش إلى استقطابها في الخارج، بل يستغل داعش إنقطاع شبه تام، للأهالي في مناطق إحتلاله عن العالم الخارجي، ليعمل على تكثيف بث سمومه الفكرية ضمن عقول الأهالي، خاصة الاطفال، الذين يجمعهم مسلحو داعش لمتابعة إصداراته، عبر النقاط الإعلامية المنتشرة، والتي عزز داعش دورها في المجتمع، عبر قطعه خدمات الإنترنت عن الأهالي، ومنعه استخدام اللواقط الهوائية.
يرى باحثون مختصون في مجالي الإعلام والدعاية أن داعش استمد أُسُسَا كثيرة من كتب قواعد الدعاية العالمية، ليصل إلى كافة الفئات المتداخلة، ممن يهتم داعش بإيصال رسائله إليهم، بدئا من الحكومات وصانعي القرار، مرورا بالشعوب في مختلف أنحاء العالم، وانتهاء بفئة المتعاطفين والمجندين المحتلمين، ليتفوق بذلك على إعلام جميع الجماعات المتطرفة، وينجح بتقديم نفسه التنظيم الأكثر تطرفا ودموية في العالم.
قد يعجبك أيضاً:
وكالةُ "أعماق" التابعةُ لداعش هي مثال لإعلام داعش الذي يزيف الحقائق
داعش يبيع سباياه على مواقع التواصل الاجتماعي بسعر 8000 دولار