أخبار الآن | باريس – فرنسا (آية الحسن)
أصدرت وزارة التعليم الفرنسية قراراً يقضي بإدخال اللغة العربية إلى المناهج الدراسيّة واعتبارها لغة أجنبية إلى جانب العديد من اللغات الأخرى التي تُدرس في المدارس كالإسبانية والألمانية والبرتغالية. ويأتي القرار بهدف دمج اللغة العربية بالمنظومة التعليمية الفرنسية، وعلى ذلك سيتم تطبيق هذا القرار في بداية العام الدراسي القادم، حيث يحق للطالب اختيار العربية كلغة أجنبية أخرى.
أسطول طيران نظام الاسد.. من أسطورة الجو إلى سخرية الواقع
ردة فعل على القرار
سيشكل هذا القرار تحولاً صغيراً بالنسبة للعرب في فرنسا وخصوصاً القادمين الجدد من السوريين والعراقيين، تشرح لنا "لمى سعيد" لاجئة سورية: "يمكن أن يحمل هذا القرار الكثير من الإيجابية بالنسبة للسوريين، لأن ذلك من شأنه أن يوظف العشرات من الأساتذة والطلاب القادمين حديثا للبلاد، والذين لم يجدوا عملاً إلى الآن، إلى جانب أن لغتهم الفرنسية لا تخولهم إتقان العمل، فسيكون سهلاً ومريحاً أن تُدرس الفرنسيين لغتك الأم".
ويتابع "عامر" مقيم في فرنسا: "يعتبر هذا القرار حلاً مناسباً أمام صعوبات يواجهها الطلاب العرب الذين لم يولدوا في فرنسا والقادمين الجدد إليها، حيث يحاولون دراسة الفرنسية في المدارس تحت مسمى الفرنسية للأجانب، حتى تقوى لغتهم ويستطيعون أخذ كافة المواد مع الطلاب الأخرين. فوجود اللغة الأم سيسهل على الطلاب بعض العقبات حالما يكونوا قادرين على تحدث الفرنسية بطلاقة".
يعتقد الكثير أن هذا القرار جاء ضمن مجموعة إجراءات قامت بها الحكومة من شأنها أن تساعد اللاجئين وخصوصاً طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، والذين يعتبرون أكبر المتأثرين، لضرورة إلحاقهم بالمدارس فوراً قبل إتقانهم للغة الفرنسية ويجبرون على اختيار لغة أجنبية أخرى معها.
داعش يرفع قيمة الضرائب ويفرض غرامات جديدة لتعويض خسارته
ويتساءل كثيرون لماذا لم تدخل العربية إلى المدارس الفرنسية قبل ذلك، حسب رأي "نزار سعادة" مدرس سوري: "هذا مرده إلى تهميش متعمد للغة العربية رغم عدد المهاجرين العرب الكبير في فرنسا، بدايةً من المغاربة وانتهاءً بالسوريين والعراقيين، حيث أصبحوا جزءا من مجتمع يقدم لهم ويقدمون له، وهذا القرار يعتبر أمرا طبيعيا تقوم به فرنسا اتجاه استقبالها لللاجئين من جهة ومحاربتها للإرهاب من جهة أخرى".
اللغة العربية لغة ثانية في فرنسا
هذا القرار لن يفشل في المدارس. هذا ما أكدته المعلمة الفرنسية من أصول لبنانية، "ماري آن": "هذا من أفضل القرارات التي عدلت أو أدخلت مواد على المناهج التدريسية، لأن اللغة العربية يجب أن تكون اللغة الثانية في فرنسا، هذا ليس رأي شخصي هذا حقيقة، من دون وجود شرعية لدراسة اللغة العربية كان الطلاب يقبلون على دراستها في المعاهد الخاصة أو عند المدرسيّن العرب المتخصصين، وأنت الآن تتكلم عن أعداد كبيرة من المهتمين منهم الجيل الثالث من أولاد المغاربة الذين أتوا إلى فرنسا في الستينيات والسبعينيات، ومن الفرنسيين المهتمين بالثقافة العربية والذين بدأ يزداد عددهم بعد ثورات الربيع العربي، إلى جانب القادمين الجدد. الذين سيشكل هذا القرار فرصة عمل بالنسبة لهم. بعد كل تلك الأسباب ألاّ تعتبر العربية لغة ثانية في فرنسا؟".
إلى جانب ذلك وفي تقرير أعده المعهد الفرنسي للاندماج في عام 2015، يرى إقبالاً كبيراً على تعلم اللغة العربية، حيث أقبل نحو 57 ألف تلميذ على تعلم اللغة العربية على يد 680 معلماً من الجزائر والمغرب وتونس في إطار برنامج تعلم لغات البلد الأصلي لسنة 2012.
قتلى لقوات النظام بطريق "الخطأ".. وداعش يواصل إعداماته
وأكد التقرير أن عدد التلاميذ ارتفع من 24 ألفاً إلى 37 ألفاً في ما يخص التلاميذ من أصل مغربي أما بالنسبة للتلاميذ من أصل جزائري فارتفعت نسبة الإقبال من 10 آلاف تلميذ سنة 2007 إلى 19 ألفاً سنة 2012.
كل ذلك التهليل من العرب والمهتمين لهذا القرار، يواجهه بعض الرفض من قبل أعضاء الأحزاب اليمينية، الذين يعتبرون أن لهذا القرار تأثيراً على اللغة الفرنسية والتواجد العربي في فرنسا.
وبعيداً عن التأثير فقد بدأ السوريون المهتمون بإيجاد عمل لهم يعفيهم من هم انتظار المساعدة كل شهر، يأخذون على عاتقهم مهمة تدريس اللغة العربية للفرنسيين، وبدأ الكثير منهم يسألون عن مراكز تدريب أو دورات تأهيلية يخضعون لها قبل بداية العام الدراسي.