أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (حلا محمد)

في مثل هذا الوقت من السنة، يعيش معظم أهالي طلاب مرحلة الشهادة الثانوية العامة جواً دراسياً قاسياً في متابعة دراسة أولادهم، آملين لهم بالنجاح في ذلك الكابوس الكبير "كما يصفه البعض" بالرغم من الوضع الأمني المتردي نوعاً ما في مدينة اللاذقية.

لجأ معظم الأهالي إلى تسجيل أبنائهم في معاهد تعليمية خاصة، لكون معظم المدارس في المدينة لم تعد كما كانت في سابق عهدها، حيث استشرى عدم الاهتمام الكافي بطلاب المرحلة الثانوية، وذلك لكون معظم المدرسين يقومون بعمل دروس خاصة لطلاب صفهم مقابل الأجر المالي.

التقيت مع "ديما" إحدى طالبات المرحلة الثانوية بفرعها العلمي، حول تجهيزات الطلاب للامتحانات: "قمنا في العطلة الصيفية الماضية مع بعض زميلاتي بالتسجيل في أحد المعاهد الخاصة، كان الأجر لا يتجاوز 2500 ليرة سورية على المادة الواحدة شهرياً، وعند تعلق الطالب بالمعهد ومدرس المادة ترتفع الأسعار تلقائيا من قبل إدارة المعهد، وفي النهاية قررنا الالتزام بمدرسي المدرسة، إلا أن الأمور كانت أسوأ من المتوقع".

وتضيف ديما: يدخل المدرس إلى الصف ليشرح الدرس بشكل سطحي مضيفاً عبارة "جميعكن لديكن أساتذة خصوصي، لا داعٍ للشرح"، ثم اضطررنا إلى التسجيل لدى أستاذ خاص ولجميع المواد عدا التربية الدينية والتي لا تدخل في المجموع العام، متوسط الحصة للدرس الواحد 800 ليرة سورية، وهو نصف مدخول والدي الذي أنهكه مصروف المعلمين، ولكن على حسب قوله أن النجاح قد يعوض أي شيء".

تحرش وخدمات متدنية .. عوائق كبيرة

لعل أهم الشروط للدراسة الناجحة للمرحلة الثانوية العامة هي الراحة النفسية، وهذا الذي لا يتوافر لمعظم الطلاب في مدينة اللاذقية، ولعل الأهم من ذلك هو الكهرباء الضرورية للدراسة والتي لا تتوافر بشكل جيد في المدينة الساحلية.

التقيت مع "هيام" إحدى طالبات الثانوية العامة بفرعها الأدبي، لتتحدث حول المنغصات التي يتعرض لها الطلاب: "لا يوجد في المدينة ما هو مناسب للدراسة وخاصة في الشهر الأخير ما قبل الامتحان، فالتقنين الكهربائي قد أرهقنا فثلاث ساعات تأتي بها الكهرباء وثلاث تنقطع، وخاصة في الفترة الليلية والتي تعد أفضل وقت للدراسة، ألجأ إلى إشعال الشموع والشواحن الكهربائية، والتي تسبب أضراراً على العيون وجوا نفسيا كئيبا".

وتضيف هيام: "عند ذهابي إلى المعهد أتعرض إلى مضايقات عديدة من بعض عديمي الأخلاق وخاصة من رجال الأمن والشبيحة المنتشرين في المنطقة، وليس لأهلي قدرة على إضافة تكاليف التاكسي للنقل ذهاباً وإياباً على مصاريف التدريس الذي أصبح مهنةً لا إنسانية كون بعض المدرسين يعتبرونها فقط للدخل المادي دون مراعاة أوضاع الطلاب وصعوبة المنهاج".

وبينما يتبقى أقل من عشرة أيام على بدء امتحانات الشهادة الثانوية العامة، ينتظر معظم الطلاب أيام الامتحانات بفارغ الصبر رغم الوضع الأمني الصعب وارتفاع الدولار الذي أثر على معظم نواحي الحياة في المدينة، ينتظر الطلاب نجاحهم ربما للانتقال إلى المرحلة الجامعية وإزاحة حمل كبير وضعوه على كاهل أهاليهم من التعب النفسي والمادي.