أخبار الآن | دمشق – سوريا (جابر المر)

أذاق التجمع المحاصر في مخيم خان الشيح في غوطة دمشق الغربية هزيمة نكراء لمليشيات النظام، إثر محاولة الأخير التسلسل إلى المخيم، وحسب مصدر عسكري آثر عدم ذكر اسمه، فقد "تم قتل قائد مجموعة الاقتحام لطرف النظام "رأفت كبول" مع كامل المجموعة التابعة لفوج الجولان المكون من شبيحة جبل الشيخ، ثم تم أسر ضابط وسحبه لداخل تجمع الثوار ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب الإصابة البالغة التي تعرض لها".

هذا وقد سحب النظام جثث أكثر من عشر عساكر تتبع للواء 68، وكذلك سجل مصرع ستة جنود جراء انفجار مدفع هاون بشكل كامل خلال قصفهم به المخيم، بينما كان الثوار يتقدمون على جبهات النظام.

"أبو عدي" أحد عناصر الجيش الحر يقول: "كنا نتقدم إلى مواقعهم بشراسة بعد معركة دامية، والدافع الرئيسي لتقدمنا هو المجرزة التي قام بها النظام صباحا في مخيم خان الشيح".

حدثت المعارك جميعها بعد مجزرة مروعة حدثت صباح الثلاثاء، حيث استهدف النظام حافلة لنقل الركاب المدنيين على طريق خان الشيح- زاكية، وهو الطريق الوحيد المفتوح بشروط من وإلى المخيم؛ أدت إصابة الحافلة لارتقاء ستة شهداء مدنيين من أبناء مخيم خان الشيح الفلسطيني بينهم طفل وامرأتين، فيما استشهد في المعارك التي تلتها ثلاثة من الثوار من ألوية الفرقان وثلاثة مقاتلين من جبهة النصرة.

هذا وقد تم استعادة كافة النقاط التى تم التقدم إليها تحت ضغط الطيران الحربي، حيث سجل 15 غارة بطائرات سوخوي 24 الروسية وسجل إلقاء أكثر من 20 برميلا متفجرا على نقاط التماس. هذا وقد حاولت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي وناري كثيف تشتيت الانتباه عن طريق قصف أربعة محاور وكانت مناورتها في الحقيقة هي اقتحام من محور أوتوستراد السلام فقط وأهمها نقطة العقابات.

الوضع الإنساني في مخيم خان الشيح المحاصر أكثر من مزري، لدرجة لا يجد المدني المصاب أي عيادة يذهب إليها وإن وجد من يسعفه لن يجد الأدوات الطبية اللازمة لعلاجه، إضافة إلى افتقاد المخيم إلى أدنى مقومات الحياة من مأكل ومشرب، وصولا إلى الطرق المؤدية إليه، فالطريق الوحيد بات مستهدفا ويقتل الناس عليه دونما ذنب أو سبب، بينما يخرج طلاب المخيم لأداء امتحاناتهم منه، وبعد مجزرة اليوم خاف الأهالي من خروج أبنائهم للامتحانات، يقول أبو عمر: "لدي ابنة تقدم امتحانات الشهادة الإعدادية خارج المخيم، هي من المتفوقات، أخشى إن منعتها من الخروج أن أدمر مستقبلها، وأخاف عليها الخروج لئلا أكون سببا في ما سيحصل لها من غدر النظام لا قدر الله".

التصاعد الأخير في وضع المخيم بدأ منذ أن أطلق ناشطون حملة خان الشيح يختنق، واخترق الوسم صفحات التواصل الاجتماعي ما جعل المخيم للمرة الأولى ضمن دائرة الإعلام، مما أثار حنق النظام وجعله يفكر باقتحامه، وبدء بمجازره المجانية ضد المدنيين.