أخبار الآن | حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)

بعد وصول هدنة حي الوعر الحمصي إلى طريق مسدود، أطبقت قوات الاسد الحصار على حي الوعر "آخر معاقل الثوار" في مدينة حمص في اتباع سياسة "الجوع أو الركوع" التي تمارسها على المناطق التي خرجت عن سيطرتها لإخراج الثوار والمدنيين الموالين لهم، كما حصل في حمص القديمة قبل عامين وفي عدة مناطق في سوريا.

يعيش داخل الحي أكثر من 100 ألف مدني يفتقدون لمعظم مقومات الحياة، بعد نفاذ المواد الغذائية والأدوية، ما أدى إلى وفاة الطفلة "لميس العيسى" وعمرها سبعة أشهر، إضافة لظهور بعض حالات سوء التغذية بين الأطفال مع تدهور الوضع الصحي وازدياد حالات التسمم نتيجة سوء التغذية.

وضع طبي متدهور

الدكتور "أبو المجد الخالدي" يؤكد لأخبار الآن بأن أغلب الأدوية الموجودة في الحي منتهية الصلاحية، خصوصا السيرومات، والصادات، وأكياس الدم، وهذا بعلم كل المنظمات الدولية التي لم تقدم لنا سوى الوعود. لافتا إلى تواصلهم مع "خولة مطر" رئيسة مكتب المبعوث الأممي الخاص بسوريا، ستيفان دي ميستورا، التي تقول لا يوجد موافقة أمنية من النظام لدخول المواد الطبية" .

وأضاف "الخالدي" في وصفه الوضع الصحي داخل الحي بأن الحالات المرضية التي انتشرت منذ الحصار، هي أكثر من حالة سوء تغذية حيث تستقبل النقاط الطبية في الحي حوالي 250 حالة إسعافية يومياً معظمهم من الأطفال.

وكذلك يوجد عدم توازن غذائي بسبب لجوء أهالي الحي إلى ابتكار بديل لمادة الخبز حيث يقوم الأهالي بطحن" المعكرونة" و"البقوليات" وتناولها كبديل عن مادة الخبز دون النظر إلى الأضرار التي قد تلحق بأجسامهم.

إضراب عن الطعام تضامناً مع الحي المحاصر

تفاقم الوضع الإنساني المزري دفع بعض الناشطين في ريف حمص الشمالي إلى بدء إضراب عن الطعام تضامناً مع الحي المحاصر.

الناشط "طارق بدرخان" أول ناشط يعلن إضرابه عن الطعام، قال: "قبل البدء بالحديث عن الإضراب علينا أن نوضح صورة عن المرحلة التي تمر بها عاصمة الثورة التي لم يبقى منها سوى منطقتين تخضعان لسيطرة الثوار هما" حي الوعر وريف حمص الشمالي" وعلينا أن نوضح أن النظام يعمل بسياسة "خبيثة جداً" تهدف إلى شق صف المدنيين والعسكريين وفصل قرار المنطقتين عن بعضهما لينفرد بكل واحدة في الوقت الذي يناسبه، ففي الفترة الماضية كان النظام يعمل لفتح معابر حي الوعر والسماح بدخول المواد الغذائية، تزامناً مع إغلاق جميع منافذ الريف الشمالي، أما الآن فإن النظام يسعى لإعادة فتح المعابر في الريف الشمالي تزامناً مع إغلاق جميع المعابر في حي الوعر، أما عن إضرابنا عن الطعام فيمكننا تسميته "إضراب الكرامة" وقد قمت بتوجيه دعوات للناشطين ومقاتلي الجيش الحر للمشاركة في الإضراب تضامناً مع أهالي حي الوعر.

وأضاف: الإضراب يهدف إلى توجيه رسالة لأصحاب القرار بحي الوعر والريف الشمالي لربط مصير الريف الشمالي بمصير حي الوعر، وتوحيد القرارات، فلا يمكننا أن نرى حي الوعر يئن جوعاً ونحن صامتون فيجب أن يكون جوعنا واحدا ومعاركنا واحدة ومصيرنا واحدا، ونحن نطالب كافة التشكيلات والفصائل العسكرية ببدء عمل عسكري تجاه حي الوعر لفك الحصار عن أكثر من 100 ألف مدني، وهذه كانت رسالتنا الداخلية أما بالنسبة لرسالتنا الخارجية، فمن غير المعقول أن ننتظر حتى تتكرر مأساة مضايا وحمص القديمة ومخيم اليرموك، أو إلى أن تظهر صور وفيديوهات تظهر المدنيين يأكلون أوراق الأشجار للفت انتباه المجتمع الدولي، فكان إضرابنا وسيلة مبكرة للبدء في توجيه نداءات قد تلقى من يسمعها من المنظمات الدولية للنظر في المرحلة الخطيرة التي دخل بها حي الوعر، ونحن اليوم قد دخلنا في اليوم السادس على الإضراب المفتوح وعدد المشاركين فيه قد تجاوز 15 شخصا من جميع فئات المجتمع، وإضرابنا غير محدود وسينتهي عند تنفيذ مطالبنا وكسر الحصار عن الحي، ونحمل مسؤولية المضربين عن الطعام للمجتمع الدولي أولاً وأخيراً.