أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا (جمال الدين العبد الله)

استقر اللاجئون السوريون في تركيا في منازل مستأجرة من قبل الأتراك، ولضمان لقمة العيش يعملون بمعدل عشر ساعات يومياً لتأمين أجرة المنزل والطعام والشراب ناهيك عن الحاجات الأساسية التي تحتاجها كل عائلة، ويعمل في المتوسط نصف أفراد العائلة من عمر 15 عاماً إلى رب الأسرة.

وهنالك أوقات للراحة للعامل السوري، حيث أن معظم اللاجئين يقضون نصف يومهم في العمل، وتتنوع عادات السوريين بعد عودتهم من العمل حسب الحالة الاجتماعية والوضع المادي، وعمر الشخص ووقت العمل.

عمل وطعام ونوم .. طيلة أيام الأسبوع

في إقليم هاتاي، أنطاكية التركية، ينتشر مصطلح "السكن الشبابي"، ويسكن فيه مجموعة من الشباب الذين لا يمتلكون المقدرة على استئجار منزل لوحدهم، ولكون عدم تواجد أسرهم في تركيا، حيث يعمل معظمهم ضمن المعامل والمحلات التركية بواقع اثنتي عشرة ساعة يومياً، ثم العودة إلى "السكن الشبابي" للطعام والراحة.

التقت أخبار الآن مع "محمد" أحد الشباب العاملين ضمن أحد المعامل التركية، يقول: "أقضي نصف يومي في المعمل المخصص في الأحذية، ثم أعود إلى سكن الشباب حاملاً معي ما أتفق على إحضاره من خضار أو طعام جاهز للاشتراك مع باقي الشباب، حيث يوزع مصروف الطعام على الجميع، أقضي ساعة أو ساعتين معهم ثم أخلد إلى النوم لاستيقظ في صباح اليوم التالي للعمل، وهكذا دواليك".

وعن أيام العطلة يقول محمد: "العمل يكون على مدار الأسبوع، عدا يوم الأحد والذي يعتبر عطلة رسمية، أقضي اليوم السابق له بالسهر مع شباب السكن الذين يكونون معظمهم في عطلة، نقضي الليل في التسامر والتحادث سوية مع شرب الشاي وأحياناً لعب الورق، واليوم التالي نقضيه بالتجوال في أنطاكية والجلوس في إحدى الحدائق العامة".

والنساء لديهن وقتهن الخاص

بينما تمضي النسوة السوريات في مدينة أنطاكية التركية وخاصة ربات البيوت منهن وقتهن في الواجبات المنزلية من تنظيف وغسل وترتيب، واستقبال أبنائهن من المدارس، إلى حين قدوم العاملين من أسرتها من عملهم.

تقول "أم وليد" في حديثها لأخبار الآن: "أستيقظ باكراً في الصباح لتجهيز الإفطار لزوجي الذاهب إلى عمله، ولأبنائي الذاهبين إلى المدراس، وبعدها ألتقي مع جارتي لاحتساء قهوة الصباح ومعظم الحديث يدور عن مشاكل السوريين وأعمال المنزل وارتفاع الأسعار".

وعن يوم العطلة تقول أم وليد: "ننتظر يوم الأحد بفارغ الصبر للإفطار سوية ثم قضاء بعض الوقت في المنزل والخروج لزيارة بعض القارب والجيران، حيث لا فرصة لنا للراحة إلا يوم العطلة الرسمية الذي يقضي معظم السوريون أوقاتهم في خارج المنزل بعيداً عن جو العمل والدراسة".

أعمال على مدار الأسبوع

بينما تبقى بعض الأعمال التجارية غير المقيدة بدوام رسمي دون وقت محدد أو إجازة ثابتة، مثل المحلات التجارية السورية كالسوبر ماركت والمشاريع الأخرى، قد لا تغلق أيام العطلة، ولذلك عدة أسباب كما يروي لنا "خليل" صاحب أحد محلات الألبسة في أنطاكية: "عملي مريح نوعاً ما بالنسبة للعديد من السوريين الملتزمين بدوام بأوقات محددة بأوقات طويلة، وفي يوم العطلة وهو يوم الأحد يقوم معظمهم بالخروج في جولات في المدينة بهدف شراء الألبسة والسلع الأخرى، ولهذا يُلاحظ الإقبال على الشراء في يوم العطلة خصوصاً من السوريين".

يذكر أن شريحة كبيرة من اللاجئين السوريين في تركيا تلتزم بأعمال تابعة للمؤسسات الخاصة التركية بدوام طويل وبشكل يومي عدا يوم العطلة وهو يوم الأحد، وفي بعض الأحيان يكون الدوام نصفياً في يوم السبت.