أخبار الآن | معربة – درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
في درعا جنوب سوريا أُفتُتِحَ أول مركز تربوي يُعنى بمساعدة الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة. ويسعى القائمون على المركز إلى توفير مكان مخصص لذوي الإعاقات السمعية والنطقية في درعا لمساعدتهم على التعلم والاندماج في المجتمع.
لا يحتفلُ أحمد ذو الخمسةِ أعوامٍ بعيدِ ميلادهِ في هذا المكان ,وهؤلاءِ الأطفال ليسوا رِفاقَهُ في الحي, إنما قد إجتمعوا في هذا البناءِ البسيط لوجودِ قاسمٍ واحدٍ بينهم ألا وهو إصابتهم بالصُمِ وعدمِ مَقدِرَةِ بعضهم على النطق , أحمد وزُملاؤُه لم يسمعوا صوتَ الطائراتِ وإنفجار البراميل من قبل, كما أنهم وفي ذات الوقت لم يجدوا أيضا من يلقِنُهم ما يجري من حولهم ويعلمهم كسائر الأطفال الآخرين كل ذلك كان قبيل إفتتاح هذا المركز المتواضع الذي لم شملهم جميعا.
يقول عبد الله الحوراني وهو والد الطفل أحمد " طبعا نحنا عانينا من بداية الثورة بسبب غياب المراكز المختصة بهذا الأمر بسبب الثورة والتهجير وسعدنا بإفتتاح المركز ببلدة معربة لذوي الإحتياجات النطقية والسمعية والذهنية, ونأمل أن يستفيد هو وسائر الأطفال من عمره بهذا المجال".
يعدُ هذا المركزُ التربَويُ الخاص للإعاقةِ السمعيةِ والنُطقيةِ والذهنيةِ هو الأولُ من نوعهِ في الجَنوبِ السوريِ حيث يسعى القائمون عليه وهم عددٌ محدودٌ من الأخصائيين والأطباء إلى توفير مكان يتعلم فيه الأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ويعيد دمجهم في المجتمع الذي أغفلهم طيلة سنوات الثورة الخمس.
فيما تحدث "أحمد الحمصي" وهو مدير المركز قائلا: "هنالك إصابات حدثت نتيجة الحرب,الخوف والرعب والقصف وهناك حالات موجودة وراثية بالأساس عند الأهل وبسبب عدم قدرتهم لإيصالهم للمراكز يلي مثل هالمركز بمناطق النظام ,إقترحنا فتح هذا المركز وتساعدنا مع بعض الجاهات بالبلد كالمجلس البلدي مثلا".
على الرَغمِ من الإمكانيات المحدودة التي يرتكز عليها هذا المشروع التعليمي إلا أنه يقدم خِدْماتِهِ المجانية لشريحة واسعة من الأهالي الذين رأوا فيه فسحة أمل قد تخفف من تداعيات الحرب المستعرة على مستقبل أبنائهم في ضل إلتفات المنظمات الإنسانية بمجملها إلى الجوانب الإغاثية والخدمية فقط.