أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (حلا محمد)

لعل التدخل الروسي في سوريا بشكل عام وفي محافظة اللاذقية بشكل خاص، أثّر بشكل كبير على الحياة اليومية لسكان اللاذقية الذين يعيشون ضمن سجن كبير، حيث ينتشر العناصر الروس بشكل كبير في هذه المدينة وتحديداً في منطقة "حميميم" التابعة لمدينة جبلة.

وبرغم الإعلان عن سحب روسيا لمعظم قواتها من سوريا، فقد شهد أهالي مدينة اللاذقية العكس تماماً، حيث ازداد تحليق الطيران الحربي الروسي في سماء المدينة وانتشر العناصر الروس في بعض المناطق المخصصة لهم، إلا أن الشيء الذي لم يتوقعه أحد هو احتفال الروس "بعيد النصر الروسي" وبمشاركة رتب رفيعة من جيش النظام يوم الإثنين 9-5-2016.

تمركز الاحتفال في قاعدة مطار حميميم العسكرية بمشاركة ضباط روس وسوريين من المقربين لنظام الأسد، وافتتحه الجنرال الروسي "ألكسندر دفورنيكوف" قائد مجموعة القوات الروسية في سورية، في استعراض عسكري اعتبر الأول من نوعه في سوريا.

وأثناء العرض العسكري ظهرت العديد من الآليات العسكرية والطائرات الحربية التي طالما قصفت السوريين في مختلف بقاع سوريا تحت ذريعة محاربة الإرهاب، والغريب في الأمر هو تهليل مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للنظام بهذا الاحتفال وكأنما جيش النظام شارك روسيا حربها منذ 71 عاماً.

الطيران والمعدات الحربية ليس فقط للقتل!

لم يكن تقديم روسيا للسلاح المتطور جداً لجيش النظام بدلاً من آلياته المتهالكة والتي أكل الدهر عليها وشرب، فقط لضرب المواطنين السوريين، بل له عدة أغراض وفوائد اخرى تصب مصالحها بشكل كبير لصالح الروس.

حول الفائدة الروسية لتقديم السلاح الحديث لجيش النظام وخصيصاً في مدينة اللاذقية، التقيت مع العقيد المتقاعد "م" من مدينة اللاذقية، وقال: "التدخل الروسي جاء إلى سوريا ليس من أجل زرقة عيون بشار الأسد فحسب، بل هو تكتيك ذكي وخبيث من الروس، اذ ضمن نظام الأسد تحت جناحه، وأمن مصالحه معه وخصوصاً بخصوص حقول الغاز المكتشفة حديثاً قبالة الساحل السوري، ولتعزيز أحد أهم القواعد الروسية في الشرق الأوسط، والتي لن تتنازل عنها روسيا بأي شكل من الأشكال".

ويضيف العميد: "الفائدة الأخرى وغير المعلنة هي عمل دعاية مجانية وضمن حقل تجارب مجاني ضمن الأراضي السورية، وخاصة بعد الإقبال الكبير على السلاح الأميركي مقارنة بالسلاح الروسي الذي تنخفض أسهمه، فبدلاً من العروض الوهمية للدعاية فهو يقدّم لزبائنه مشاهدات حية وواقعية لقدرات طيرانه وآلياته على القتل والتدمير".

وحول الاحتفال الروسي الأخير في قاعدة حميميم، يقول: "هذه أول مرة في التاريخ يقام فيها هكذا احتفال على أراضي سوريا، ولعل الرسالة التي أرادت أن تقدمها روسيا للعالم هي أنها سيطرت على صناعة القرار في سوريا ولن يردعها أحد عن ذلك وهي تقوم بالاحتفال على أرضها المستقبلية، ولكن أملنا الكبير في الثوار لتحريرنا من هذا السجن الكبير الذي لا نستطيع التكلم فيه إلا سراً، والجنود الأجانب يسرحون ويمرحون في شوارعنا دون أن نستطيع أن نتكلم، فهذه أمانة في أعناق الأحرار".

يذكر أن روسيا مدَّت نظام الأسد بالعديد من الأسلحة والذخائر فضلاً عن التغطية الجوية بأحدث الطائرات مما تسبب باستشهاد الآلاف من السوريين.