أخبار الآن | دمشق – سوريا (آية الحسن)
دعا ناشطون في مدينة دمشق إلى تنظيم حملة مقاطعة تشمل البلاد كلها، احتجاجاً على ارتفاع الأسعار "الذي وصفوه بالجنوني" دون أي ردة فعل تقوم بها حكومة الاسد أو تدخل يوقف هذا الارتفاع الذي يرزح المواطنين تحت وطأته وقد يوصلهم للموت جوعاً.
مقاطعة لابُّد منها
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة الأسواق السوريّة دعا إليها العديد من الناشطين، وتتضمن الحملة مقاطعة المواد غير الضرورية وغير المهمة في الاستهلاك اليومي لمدة سبعة أيام، وذلك بهدف التضييق على التجار وإجبارهم على تخفيض الأسعار في الأسواق .تفاعل مع الحملة أكثر من مائة ألف سوري حتى اللحظة، وأكدوا أنهم سيشاركون في حملة المقاطعة التي ستشكل عامل ضغط على التجار، حيث أن الحملة ستبدأ من العاشر من أيار حتى السابع عشر منه.
يؤكد "عامر. س" أحد المتطوعين والداعمين للحملة بأن الشعب عليه أن يقول كلمته الرافضة، فهذا الوضع لم يعد محتملاً، وإذا لم نقف بوجه هذا الارتفاع سنموت منه.
الحاجة للمقاطعة رغم القلة
تقول "أمل" 45 عاما، إحدى الداعمات للحملة: "كل يوم تفاجئ بتغيير سعر السلع وخصوصاً السلع الأساسية، وهذا الارتفاع مستمر، والحكومة لم تُغير شيئا بما يجري لذا قررنا أن نكون جزءا من حملة مقاطعة كبيرة ربما تخفف من هذا الارتفاع المتسارع.
ومن الجدير بالذكر أن العائلة الواحدة باتت تحتاج أكثر من ستة أضعاف راتب الموظف العادي الذي كان يتقاضى 15000 إلى 30000 ليرة سورية والذي يعادل 40 دولارا فقط.
يقول "أبو مصطفى" صاحب محل بقالة في منطقة الزاهرة: "أنا مضطر لأن أشارك بالحملة لأني بإغلاق محلي أكسب أكثر من أوقات البيع، فالمواد الموجودة في المحل لا تنفذ وإن نفذت لم أعدّ أستطيع شراء غيرها، حركة البيع والشراء باتت ضعيفة جداً، قبل يومين كان سعر كيلو السكر550 ليرة سورية وقس عليه أسعار المواد الأخرى من الضرورات الأساسية لكل يوم، الأمر الذي يستدعي المقاطعة وبسرعة".
ويتابع "سعيد" 30 عاما: "سعر صرف الدولار اليوم 630 ليرة سورية، الأمر الذي دعا الكثير من الناس إلى المقاطعة فمن غير المفهوم أن يستمر هذا الارتفاع الذي يؤثر على المواطن الفقير قبل الغني".
في مقلب آخر عبّر بعض المؤيدين عن غضبهم عبر صفحات الفيسبوك، فكتب أحدهم: "يوماً إثر يوم يثبت حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة بأنه بات عبئاً على الاقتصاد السوري، فمنذ بدء الأزمة بدأت الليرة السورية بالانجرار وراء سعر صرف السوق السوداء لا العكس. ويوماً بعد يوم ما زال الدولار يصفع عملتنا الوطنية أمام أعين وزير المالية ووزير الاقتصاد ورئيس الحكومة".
ومن المثير للسخرية أن الأخير قد صرح في وقت سابق أن ارتفاع سعر الدولار ناتج عن فرار المسلحين على الحدود، وربط الارتفاع بتجار المحروقات وتجار السلع الغذائية.
كتب "علي أسعد" على صفحته: "وهكذا يستمر ميالة بالهروب من الواقع والتخفي وراء الكوارث كغيره من المسؤولين، تاركاً خلفه أزمات اقتصادية، وهو بذلك لم يعد بشهادة المختصين على قدر الثقة التي أوكلت إليه. وعليه أن يعترف بفشله ويقدم استقالته فاسحاً المجال لغيره بحماية الليرة السورية وإعادة هيبتها والتي وبشكل مستمر تواصل قيمتها بالانخفاض".
ما بات واضحاً، أن تجار دمشق يملكون أداة ضغط كبيرة على الحكومة وهم المستفيدون الوحيدون والواقفون وراء تدهور الوضع الاقتصادي، وهذا ما يُرجعنا إلى أيام "إضراب الكرامة" حين دعا الناشطون والثوار كل التجار أن يقولوا كلمتهم باعتبارها مؤثرة عند أجهزة النظام، وقد يتمكنون من لوي عنقه، ولكن من لم يستجب لتلك الدعوات وبات متفرجاً. عليه أن يستجيب لحركة المقاطعة للتخفيف من البؤس والشقاء النازل على رؤوس الفقراء.