أخبار الآن | مرسين – تركيا (دعاء ياسين)

اضطر العديد من اللاجئين السوريين إلى النزوح إلى الأراضي التركية بهدف الابتعاد عن ويلات الحرب وحمم غارات الطيران والبراميل المتفجرة، وانتشروا في أصقاع الولايات التركية بشكل كبير، حيث كان تواجد اللاجئين غير المتواجدين في المخيمات التركية غير منظم، إلى أن قامت السلطات التركية بإصدار بطاقة "الكملك" التي تسمى بطاقة التعريف للاجئ وذلك في عام 2014.

وخلال فتح تركيا أبوابها للسوريين من جميع المناطق وخاصة مناطق التي يسيطر عليها النظام السوري؛ توافد العديد من اللاجئين الهاربين من الخدمة الإلزامية أو السوق للاحتياط، ومن تقطعت بهم سبل العيش في ظل نظام الأسد، توافدوا إلى تركيا جواً وبحراً، وختم جواز السفر بختم دخول إلى الأراضي التركية ساري المفعول لثلاثة أشهر.

ومؤخراً لوحظ عدم التنسيق في الدوائر الحكومية التركية مع اللاجئين السوريين، حيث تم سحب بطاقة "الكملك" أثناء المعاملات في المؤسسات الحكومية التركية للاجئين السوريين في مدينة "مرسين"، تحت حجة دخولهم عبر الجو أو البحر!.

موقع أخبار الآن التقى مع "جميل" أحد اللاجئين السوريين الذين تم سحب بطاقة تعريف اللاجئ منه في إحدى المؤسسات الحكومية التركية: "عند عملي على أحد المعاملات، صودرت مني بطاقة "الكيملك" بشكل مباشر دون سبب واضح إلا لسفري إلى تركيا منذ خمسة أشهر عبر إحدى شركات الطيران من لبنان إلى تركيا، موضحاً لي أنه يجب علي أن اقوم باستصدار إقامة سياحية".

ويضيف جميل: "استصدار إقامة سياحية هو شبه مستحيل بالنسبة لي كونها تستلزم العديد من المتطلبات والأوراق والأموال التي لا أملكها، فضلاً عن أنني استنفذت الثلاثة أشهر التي تمنحها تركيا للداخلين إليها، ما يجعل الأمر مستحيلاً بالنسبة للعديد من السوريين، ومما يجعلهم لا قيود لهم اي قد يكونون لاجئين غير شرعيين لا يستطيعون التمتع بالخدمات الإنسانية التي تقدمها تركيا من طبابة ومشاف حكومية وتعليم لعدم امتلاكنا لبطاقة الكملك".

بطاقة الكملك في مرسين ..طرق عديدة للاحتيال

العديد من اللاجئين أتوا إلى تركيا عبر الطرق الجوية قُبيل تفعيل قرار الفيزا للسوريين، وأجلوا استصدار بطاقة الكملك لسبب أو لآخر، وعند محاولة استصدارها في الأيام القليلة الماضية فوجئوا برفض استصدار الكيملك لهم، واشتراط استصدار إقامة سياحية للتمتع بالحقوق.

مثل عائلة "أبو خليل" اللاجئ من دمشق مع عائلته إلى مرسين مع زوجته وأولاده الثلاثة، حيث لا يستطيعون الخروج من المنزل تجنباً لصدفة إيقافهم من إحدى الدوريات لسؤالهم عن الإقامة أو الكملك وتجنب ما قد يحدث وتجنب عقباه.

يقول "أبو خليل" المقيم في منطقة "المزتلي" في مرسين: لا أستطيع استصدار الإقامة السياحية لخمسة أشخاص التي قد تكلفنا أكثر من سبعة آلاف ليرة تركية! والتي أستطيع أن أفتتح بها مشروعاً أعيش منه أنا وعائلتي، حاولت مراراً وتكراراً لكن لا فائدة، لا يستطيع استصدار الكيملك سوى من دخل إلى تركيا عن طريق البر".

ويضيف: "ينتشر العديد من المحتالين الذين ينشرون على وسائل التواصل الاجتماعي طرقاً غير شرعية لاستصدار الكملك، حيث تتجاوز تكلفة البطاقة على حد قولهم المائة دولار أمريكي، ولكن العديد وقعوا ضحية الاحتيال، وحصولهم على بطاقة كيملك مزورة عبر "الفوتوشوب" والتي لا تساوي ليرة تركية، ولا قيود لها وقد تعرض صاحبها للترحيل".

يذكر أن عدد اللاجئين السوريين في مدينة مرسين التركية تزايد بشكل كبير وخاصة مع نهاية عام 2015، وخصوصاً عبر الطرق غير الشرعية "التهريب" من المناطق الحدودية، بينما القسم الآخر أتى عبر شركات الطيران التي تنقل السوريين من سوريا إلى لبنان، ومنها عبر الطيران إلى تركيا.