أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (جمانة بشان)
بعد خمس سنوات من الحرب في سوريا، أصبحت مدينة حلب ثاني أكبر مدن البلاد الآن جبهة قتال تدك بالمدافع والبراميل المتفجرة وتحولت في أماكن كثيرة منها إلى أطلال وأنقاض ولم يتبق فيها سوى ثلاثمئة ألف شخص، بعد أن كان عدد سكانها مليونا نسمة، يصارعون من أجل ضرورات حياتهم اليومية، فيما لايزال مسلسل التدمير يتفاقم.
فبعد 13 يوما من القصف المتبادل والمعارك بين قوات الأسد ومسلحي المعارضة تسود حالة من الهدوء المشوب بالحذر جبهات المحافظة إثر خرق قوات النظام هدنة حلب بعد ساعات قليلة من بدئها ، حيث ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة في منطقة خان طومان، إلى جانب قصف مدفعي في الراشدين بريف حلب الجنوبي، فضلا عن الصواريخ التي ضربت بعض الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة خارج مدينة حلب.
الهدنة المفترضة في حلب جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان الخارجية الأمريكية حصول توافق أمريكي روسي لتوسيع الهدنة لتشمل المدينة ليعقبها الأسد بتصريحات أثارت سخطا دوليا حيث قال إن مسلسل القصف سيستمر وهدفه تحقيق انتصار نهائي في حلب وهو ما أدانته واشنطن بشدة واعتبرته غير مقبول وحثت روسيا على ممارسة نفوذها على دمشق لضمان صمود وقف الاقتتال في المدينة.
فيما وجهت بريطانيا بدورها انتقادا شديد اللهجة إلى روسيا، على خلفية منعها صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم العسكري للنظام السوري على مدينة حلب معتبرة أن هذا الموقف يوضح الدعم والحماية للأسد ..
أما المعارضة السورية فقد طالبت المجتمع الدولي بالضغط على الأسد لوقف انتهاكاته المتكررة للهدنة وأن لا يندفع إلى شن هجوم عسكري واسع النطاق على حلب ، خاصة إذا ما شعر النظام وروسيا بأنهما يتعرضان للضغط للتوصل لتسوية بشأن عملية انتقال سياسي تقول المعارضة ..
الأسد لا يريد حلا سياسيا للأزمة التي تشهدها البلاد وكذلك الحال بالنسبة للحليفتين روسيا وإيران ، فقد بات العقبة الوحيدة للسلام في سوريا ، وهو كما يقول متابعون لايؤمن إلا بالحلول العسكرية فقط ولم يجلب إلى البلد إلا الدمار والخراب والاستعمار الذي تمارسه روسيا وحزب الله وإيران ..
فروسيا، سعت وتسعى لاستغلال التدخل في سوريا كاستعراض لبرنامجها التحديثي العسكري وأنظمة الأسلحة التقليدية المتقدمة ، أما إيران التي تستخدم حزب الله آداة لها فأولوياتها هي ضمان بقاء النظام السوري لتوسيع نفوذها الإقليمي وتعزيز قدراتها العسكرية في طهران ..