أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (وكالات)
دعا تنظيم داعش المواطنين في مناطق نفوذه بمحافظة نينوى العراقية الى تخزين المواد الغذائية وخاصة التمر استعداداً لفرض حصار خانق على المدينة، وفيما بدأت قيادات داعش تهرب او تختفي من المشهد مع ارسال عائلاتهم الى سوريا، انتشر العشرات من عناصره المحلية في بعض مناطق الموصل في استعراض للقوة، مع بدء اجراءات التضييق على خدمة الانترنت بهدف اقفالها وعزل المدينة عن العالم الخارجي بالكامل.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى ان قيادات تنظيم داعش الارهابي وجهت تعليماتها الى المواطنين في مناطق نفوذهم بمحافظة نينوى الى ضرورة البدء بتخزين المواد الغذائية التركيز على المواد التي يمكن تخزينها لاطول وقت ممكن ومن دون الاستعانة بالثلاجات او المجمدات، وخاصة التمر والحبوب والطحين وغيرها".
واضاف "تعليمات التنظيم تشير الى احتمالية فرض حصار اقتصادي خانق على المدينة من قبل القوات العراقية، ولابد من اتخاذ اجراءات لافشال تلك المخططات ـ حسب قيادات التنظيم ـ، لكن التنظيم يعلم جيدًا انه ليس بامكان اهالي الموصل شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية القابلة للتخزين، بسبب الحالة المعاشية السيئة التي تجتاح المدينة منذ عدة اشهر مضت بسبب سياسات التنظيم العدائية واجراءاته الغاشمة في سلب ونهب الاهالي باساليب لا تعد ولا تحصى فضلا عن انقطاع الرواتب على عموم موظفي نينوى من شهر آب من العام الماضي عدا شريحة المتقاعدين".
واشار المصدر الى ان "توجيهات التنظيم للبدء بتخزين المواد الغذائية امر مريب، خاصة وانه من المبكر الحديث عن حصار اقتصادي على مدينة الموصل في ظل سيطرة التنظيم على مناطق تمتد من الحدود السورية وصولا الى جنوب غرب كركوك، وهنالك مدن استراتيجية تحيط بالموصل وهي بقبضتهم مثل تلعفر، الشرقاط، القيارة، الحويجة وغيرها".
وتابع "ربما التنظيم يستشعر قرب وقوع انهيار مفاجئ في شتى المحاور المحيطة بمدينة الموصل والتي من ضمنها المدن المذكورة انفاً، ولهذا يريد التحصن في مدينة الموصل كملاذ اخير له قبل ان يتم سحقه والخلاص من اسوء فترة مرت على تاريخ الموصل في العصر الحديث".
على صعيد آخر، اكدت مصادر متطابقة هرب واختفاء عدد من قيادات التنظيم وعائلاتهم من الموصل وتوجههم لدولة مجاورة للعراق.
وعلى وفق تلك المعلومات فان الارهابي الذي يحمل 3 القاب وهي الشيخ اسامة، ابو زيد، و ابو سارة، ويعد اليد اليمنى للتنظيم بالموصل وهو من قاد الهجوم الرئيس على قضاء تلكيف وسد الموصل في شهر آب 2014 ومناطق سهل نينوى، وهو من اهالي بغداد، قد قام مؤخراً بارسال عائلته الى احد دول الجوار العراقي.
كما ان الارهابي الملقب ابو حازم مسؤول ديوان التجارة بالتنظيم، اختفى عن الانظار ومعه اموال ضخمة، كما ان قياديون في ديوان التجارة ايضاً واغلبهم من المحليين اختفوا في الاسبوعين الاخيرين، والقابهم هي ابو عمر، او ريان، ابو هاجر، والتنظيم يبحث عنهم بشكل هستيري، ومن المرجح ان هؤلاء قد هربوا بكميات كبيرة من الاموال.
وفي الوقت نفسه، قام التنظيم بنشر العشرات من عناصره المحلية في بعض الاحياء السكنية في جانبي المدينة وهم يحملون اسلحة رشاشة خفيفة ومتوسطة، في استعراض للقوة.
مع الاشارة الى ان عناصر التنظيم كانوا يتجولون بواسطة سيارات تكسي وبنحو متفرق حتى لا يلفتوا انظار الطيران، وكانوا يتجنبوا البقاء لفترة طويلة في مكان واحد خشية استهدافهم.
على صعيد آخر، جدد التنظيم تبليغاته الى شركات الانترنت بالموصل بالتوقف عن تجهيز هذه الخدمة للاهالي من دون املاء استمارة معلومات تفصيلية عن المشتركين. وتأتي هذه الخطوة لسيطرة التنظيم على هذا القطاع في سعيه لكشف المتعاونين مع الاجهزة الامنية.
كما ابلغت مفارز فيما يسمى بالحسبة الاهالي الى ضرورة التخلي نهائياً عن متابعة القنوات الفضائية عبر جهاز الستالايت، مؤكدين ان منع استعماله لم يعد بعيداً.
ويسعى التنظيم الى عزل الموصل عن العالم الخارجي بالكامل.