أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

وجهت مجموعة من السيدات من داخل مدينة داريا المحاصرة  نداء للعالم من خلال رسالة مفتوحة للتوقيع عليها، وناشدت السيدات الضمير الإنساني وكل من له صلة بأي جهة للعمل على إجبار النظام الذي فرض حصاره على المدينة منذ 1-11-2012 حتى الساعة لفك الحصار ودخول المساعدات الفورية ( وبين الموقّعات نساء لم يأكلن منذ يومين على الأقل والبعض منذ فترة أطول).

وجاء في الرسالة :

نحن نساء مدينة داريا المحاصرة نرسل إليكم هذه الدعوة الملحة لإنقاذ مدينتنا.

تتواصل المأساة السورية، وتتكرّر مشاهد العنف والحصار، وتعتبر داريا من المناطق التي تعرضت لأشد أنواع القصف والدمار والحصار القاسي لمدة تزيد عن الثلاث سنوات متواصلة تحت وطأة سياسة التجويع و وحدهم المدنيون يدفعون الثمن .

وقد شهدت المنطقة فقراً بكل مستلزمات الحياة من أبسطها مثل ( ملح الطعام ) إلى أعقدها التواصل مع الآخرين وخاصة بعد إغلاق المنطقة عن معضمية الشام لتصبح داريا منطقة مغلقة من كل الجهات في وجه المدنيين الهاربين من القصف ليصل عدد المدنيين المتبقين فيها 8000 مدني، يسكنون في الأقبية خشية القصف ،وبعد الهدنة التي جرت مؤخراً عاد الهدوء إلى المدينة ولكن لايوجد سكن خارج الأقبية ، لأن كل الأبنية تعرضت لدمار وحشي. نناشد كل من له صلة من قريب أو بعيد أننا بحاجة المساعدات فوريّة .

راديو الآن وفي حلقة من البرنامج اليومي "أخبار سوريا اليوم" استضاف عبر سكايب السيدة "سوسن" وهي مديرة مركز نساء الآن في المدينة المحاصرة للحديث عن هذه المبادرة وعن الهدف من الرسالة وأخبرتنا في هذا اللقاء أنّه وحتى اللحظة لم يدخل إلى داريا ولا حبة رز واحدة منذ تاريخ بدء الحصار أي قبل ثلاث سنوات.

وتحدثت عن الاحتياجات الكبيرة التي تلزم المدينة المحاصرة وسكانها الذين بلغ عددهم 8000 مدني أغلبهم من الأطفال والسيدات يسكنون في الأقبية حتى بعد توقف القصف بعد إقرار الهدنة لأن المدينة مدمرة ولا تصلح للسكن.

ولدى سؤالنا عن كيفية تدبير أمورهنّ اليومية في ظل الحصار الطويل قالت السيدة "سوسن" لراديو الآن: نعتمد على إدارة أمورنا ذاتيا ً من خلال ما يمكن إنتاجه في المدينة كالحشائش وما تبقى في مستودعات المدينة من عدس أو أرز، لذلك صار حلم الطفل في المدينة ( كيف يطير فوق الحواجز للحصول على علبة سمن صغيرة ) وحتى السكر بات النوع الوحيد المتاح لتحلية حلوق الأطفال هنا.

أما الأكلات التي يتم تناولها في داريا فهي شوربة البهارات وهي عبارة عن ماء وبضع حبات رز وبهارات.

 كل عشر حبات عدس أو أرز تضاف إلى ليترين من الماء مع بعض التوابل المنتهية الصلاحية لتغيير شكل ورائحة الماء لنمد حياتنا وحياة أطفالنا.

لا يوجد أي طعام على الإطلاق في داريا . هناك حالات سوء تغذية، لقد لجئنا إلى طبخ حساء من التوابل فقط كبديل عن وجبات الطعام. هناك من الموقعات على هذه الرسالة التي لم تأكل منذ يومين على الأقل – و البعض لفترة أطول-. لا يوجد حليب الأطفال و لا تتوفر الرضاعة الطبيعية نتيجة سوء التغذية .حتى الأشياء البسيطة و الضرورية كسائل غسيل الاطباق غير متوفر. لا يوجد مواد للتنظيف للحفاظ على نظافتنا او للوقاية من الأمراض.

ونحن النساء في داريا ندعو إلى : فك الحصار من جميع الجهات للمدينة، وفتح الطرقات ، وإدخال جميع مستلزمات الحياة من غذاء ودواء وماء صالحة للشرب وملابس وأحذية ومنظفات…

نناشد الأمم المتّحدة وكافة المنظمات الإغاثية و الإنسانية و الجهات المعنيّة بالتدخل الفوري وإيصال المساعدات الإنسانيّة للمتضررين بأقصى سرعة ممكنة.

نناشد الصحفيين ليكتبوا عن داريا و تسليط الاهتمام على محنة مدينتنا قبل حدوث المجاعة، نحن على وشك ان نشهد حالات وفيات عما قريب نتيجة المجاعة ، الأطفال و كبار السن هم أول من سيستسلم لهذه المجاعة، يرجى اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان .

يمكنكم الاستماع إلى اللقاء كاملا ً هنا: