أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (رواد حيدر)

لطالما كان المدنيون أكثر المتضررين من الحرب السورية، حيث أجبر نظام الأسد الملايين على النزوح والهجرة إلى خارج البلاد، ولا يزال متبعاً سياسة الأرض المحروقة، مستعيناً بسلاح الجو الروسي لإزهاق أكبر عدد ممكن من الأرواح.

أين توجه أهالي القريتين؟

مدينة "القريتين" كانت ضمن القائمة التي هُجر أهلها، بداية من داعش الذي سيطر عليها في الخامس من آب العام الماضي، واضعاً المدنيين أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما البقاء تحت سلطة الأمر الواقع والموت بصواريخ الطائرات الحربية، وإما النزوح إلى المجهول، لكن الخيار الثاني كان أقل ضرراً، حيث نزح عشرات الآلاف تاركين خلفهم كل شيء.

سيطرة داعش على المدينة لم تدم طويلاً، فقد طرد منها في الثالث من الشهر الجاري بعد معارك عنيفة مع قوات النظام. يقول الناشط من مدينة القريتين "عبد الله عبد الكريم" أن "القريتين" كانت تضم ما يقارب الـ 100 ألف نسمة "بينهم 40 ألف مُهجر" نزحوا بالكامل عقب هجوم داعش على المدينة، وانتشروا في المحافظات السورية.

أخبار الآن حصلت على نسخة من خريطة توزع نازحي القريتين في سوريا، والتي تُبيّن أن مدينة "الدانا" شمال إدلب تضم أكبر عدد من العوائل بحوالي الـ 450 عائلة، يليها بلدتا "اسقاط وسلقين" اللتان تضمان 300 عائلة، "سرمدا وتل أعدي" في كل منهما 30 عائلة.

وفي حلب، استقبلت قرية "كفرناها" حوالي 100 عائلة، إضافة لبلدات الأتارب وأورم الكبرى وكفردريان التي استقبل كل منها قرابة الـ 30 عائلة. كذلك توجّهت أكثر من 100 عائلة نحو "الطبقة" و30 آخرون نحو "جيرود" في القلمون الشرقي، وآلاف توجهوا نحو مدن دمشق وحمص أو إلى تركيا.

وفي سؤال لـ "عبد الكريم" حول امكانية الأهالي العودة إلى المدينة بعد سيطرة النظام عليها ذكر أن: "النظام يتهم أهالي المدينة "بالدعشنة" فلذلك لن يعود أحد إليها، والذين سوف يعودون من أصحاب النفوس الضعيفة سينضمون للجان الدفاع الوطني، إن لم يكونوا منضمين اصلاً".

أوضاع إنسانية متردية

يقول "عبد الكريم" أن الأهالي يعانون الأمرين لتأمين حاجياتهم، في ظل عدم تواجد مجلس محلي يؤمن مستلزماتهم أو بعضاً منها، مشيراً إلى أن: "العمل قائم حالياً على تشكيل جسم إداري لمجلس محلي جديد سوف يُطلق الشهر القادم، وسنقدم على إثره مشاريع للمنظمات الداعمة".

وأضاف: "منظمة غول تسعى في الوقت الراهن لتأمين بعض المستلزمات للنازحين بإدلب، في ظل انعدام فرص العمل بهذه المنطقة التي تضم مئات الآلاف من النازحين".