أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)

محاولات متكررة من قبل النظام لإغلاق جميع المعابر التي تدخل منها المواد الغذائية والبضائع إلى ريف حمص الشمالي بغية حصاره على غرار حي الوعر. إغلاق الطرق أدى لأزمات إنسانية عديدة مثل نقص مادة الخبز وعدم إدخال المحروقات والمواد الأساسية اللازمة، ما أدى لارتفاع واضح في معظم أسعار السلع تزامناً مع انخفاض سعر الليرة السورية، كل هذه الأزمات أدت إلى كارثة حقيقية لدى المواطنين، وهنا أطلق عدد من الناشطين وأهالي المنطقة نداءات استغاثة للهيئات والمنظمات الإنسانية للنظر في الوضع المأساوي الذي يعيشه ما يقارب 250 ألف نسمة.

هذه النداءات لقت استجابة لدى الأمم المتحدة فقامت بإدخال قافلة من المساعدات مساء يوم السبت عن طريق الهلال الأحمر إلى بلدات "الدار الكبيرة والغنطو وهبوب الريح" وما حولها، واستقبلت القوافل لجنة من الهلال الأحمر في المنطقة ووفد من الأهالي وممثلين عن القرى المذكورة .

وبحسب ناشطين كان من المفترض أن تدخل هذه المساعدات في تمام الساعة العاشرة صباحاً إلا أن قوات النظام والحواجز لم تسمح لهم بالدخول في الموعد المحدد .

مراسل أخبار الآن التقى بالناشط "نضال العزو" من بلدة الدار الكبيرة، والذي أكد دخول 18 سيارة محملة بالمساعدات تحتوي على سلل غذائية وصحية للأطفال وكبار السن، وأكياس من الطحين بلغ عددها 8800 كيسا من وزن 15 كغ والقليل من المواد الطبية، وأوضح أن المساعدات تقديرياً تكفي لشهر واحد، وذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدخال قوافل من المساعدات منذ سنة.

وأضاف نضال أنهم لم يتلقوا أية وعود بدخول مساعدات جديدة، موضحاً أن قوات النظام عملت على عرقلة دخول المساعدات بعد محاولات إدخالها من طرق غير سالكة لا تصلح لعبور السيارات، وأكد أن وفداً من الأمم المتحدة كان برفقة القوافل إلا أنه تراجع عن الدخول بسبب تأخر الوقت، مشيرا إلى أن المساعدات التي دخلت سيستفيد منها ما يقارب 25 ألف نسمة يتوزعون على بلدة الدار الكبيرة والحلموز وهبوب الريح .

النظام ينتقم من بلدة "تيرمعلة" بعد إدخاله المساعدات

تزامناً مع إدخال قوافل المساعدات إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، قامت قوات النظام بقصف قرية تيرمعلة بالأسطوانات المتفجرة وقذائف الهاون، القصف طال المنازل والطرقات ما أدى لإصابة شخصين بجروح بليغة، وبحسب الناشط "كنان أبو أسامة" فإن القرية كانت تتعرض لحملة قصف رهيبة قبل بدء تنفيذ الهدنة، وأضاف أن المعدل اليومي للقرية كان 4 براميل إضافة لقذائف الهاون والدبابات، ومع بدء تنفيذ الهدنة اقتصرت قوات النظام على استهداف البلدة بالدبابات والرشاشات الثقيلة .

القصف يطال حي الوعر في خطوة للضغظ على المدنيين

استهدفت قوات النظام حي الوعر المحاصر بصاروخ مصدره الكلية الحربية التي تحاصر الحي ما أدى لدمار مبنيين، ومقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 13 آخرين في ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المشافي الميدانية التي تعيش حالة صعبة في ظل نقص المستلزمات الطبية الرئيسية لعلاج المرضى وحالات الإصابة الحرجة، القصف جاء بعد قرار رئيس اللجنة الأمنية التابعة للنظام "جمال سليمان" بقصف الحي المحاصر في خطوة للضغط على اللجنة المفاوضة عن الحي، للتنازل عن بند المعتقلين الذي يعد من أهم بنود الهدنة في محاولة من حكومة النظام تجاهل هذا البند والمطالبة ببدء تنفيذ المرحلة التي تليه.