أخبار الآن | ريف حلب – سوريا ( سعيد غزول)
مرة أخرى وفي معارك "كر وفر" ما تزال تشهدها المناطق الحدودية مع تركيا بريف حلب الشمالي، استعاد مقاتلو فصائل الجيش الحر بعيد منتصف ليلة أمس الخميس، السيطرة على قرية "دوديان" الحدودية شمال شرق مدينة "اعزاز"، وذلك بعد ساعات من سيطرة داعش على القرية، إثر معارك اندلعت بين الطرفين أسفرت عن قتلى في صفوف الأخير.
القائد العسكري في "الفرقة 99" التابعة للجيش الحر "قعقاع أبو جمعة" أفاد لـ أخبار الآن، بأن معارك استعادة السيطرة على "دوديان" بدأت في السابعة مساء أمس الخميس "بعد ساعات من سيطرة داعش عليها" بتمهيد مدفعي وصاروخي، ومن ثم بدأت فصائل "فيلق الشام، والفرقة 99، واللواء 51، ولواء أحرار سوريا، ولواء أحرار الشرقية" باقتحام القرية، وسيطرت عليها خلال اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف داعش.
وأضاف "أبو جمعة"، أن فصائل الجيش الحر سيطرت على قرية "دوديان" وانسحبت منها أكثر من مرة، وذلك نتيجة استغلال داعش هروب المدنيين إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل، الأمر الذي جعله "يدس" عناصره مع المدنيين الهاربين بلباس يشبه لباسهم وأحياناً بـ"لباس نساء"، وبعد أن يصلوا للقرية يفتحون نيران رشاشاتهم، فتنسحب الفصائل من القرية.
وتعتبر قرية "دوديان" موقعاً استراتيجياً لقربها من الحدود التركية، فضلاً على أنها تكشف مساحات واسعة تمكّن من رصد طرق داعش نارياً في القرى المحيطة بها.
فصائل عسكرية تهاجم مواقع "النظام" قرب بلدتي "نبل والزهراء" شمال حلب
في ريف حلب الشمالي أيضاَ، شنَّت فصائل من الجيش الحر وكتائب مسلحة أخرى مساء أمس الخميس، هجوماً عنيفاً على مواقع قوات "نظام الأسد" والميليشيات الأجنبية المساندة لها، قرب بلدتي "نبل والزهراء" تركزت على جبهة "معامل جود" شرقي الزهراء، وسط محاولات للفصائل بالسيطرة على تلك المواقع، بهدف قطع إمداد "النظام" الواصل من البلدتين وحتى المدينة الصناعية "الشيخ نجار" بحلب.
وتزامن ذلك، مع استهداف قوات النظام بالمدفعية والرشاشات الثقيلة وقذائف "هاون"، بلدات "حيان، وحريتان، وبيانون" في الريف الشمالي، وذلك من مواقع تمركزها في "تلة الزهراء"، في حين جدد "النظام" قصفه الجوي، واستهدف بلدة "بيانون" بعددٍ من البراميل المتفجرة، لم تسفر عن إصابات.
قصف جوي "للنظام" في خرق جديد "للهدنة" جنوب حلب
في ريف حلب الجنوبي، استأنف "نظام الأسد" قصفه الجوي ليلة أمس الخميس وصباح اليوم الجمعة، في خرق جديد لـ"اتفاق وقف إطلاق النار والأعمال العدائية" الذي دخل حيز التنفيذ في ليلة 27 شباط الفائت، حيث ألقت طائراته المروحية، براميل متفجرة على عدة قرى وبلدات في الريف الجنوبي، أسفرت عن استشهاد امرأة وجرح ثلاثة مدنيين في قرية "النجارة" بمنطقة جبل الحص.
الناشط الإعلامي "مصطفى الحلبي" أفاد لـ أخبار الآن، أن القصف الجوي "للنظام" تزامن مع هجومٍ عنيف لقواته والميليشيات الأجنبية المساندة له، على أطراف "حرش خان طومان" وبلدة "الزربة" ومحيط "جبل الحص" في الريف الجنوبي، حيث دارت اشتباكات عنيفة، صدت خلالها فصائل "جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام" وفصائل أخرى، محاولة "النظام" التقدم في المنطقة.
وأضاف "الحلبي"، أن مروحيات "النظام" ألقت براميل متفجرة أخرى، على منطقة "إيكاردا" وتلي "ممو، وبانص"، كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بلدتي "الزربة، والزيارة" ومحيط "تل البنيجرة"، من مواقعها في بلدة "الحاضر" بريف حلب الجنوبي، مشيراً إلى أن "النظام" يواصل حشد قواته في جبهات الريف الجنوبي، استعداداً لاقتحام مواقع الفصائل العسكرية، والوصول إلى الطريق الدولي "دمشق- حلب" وتأمين خط إمداد جديد له إلى داخل مدينة حلب.
في "جمعة ثورة الكرامة" .. مظاهرات تشهدها حلب وريفها
من جهةٍ أخرى، خرجت مظاهرات في عموم أحياء حلب وريفها ضمن جمعة حملت اسم "جمعة ثورة الكرامة"، وذلك في يوم الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية، وهي الجمعة الثالثة على التوالي التي تشهد مظاهرات أعادت ذكرى الشهور الأولى للثورة بعد اتفاق "وقف إطلاق النار" في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع.
وخرجت أحياء "الصالحين، والهلك، وبستان القصر" وغيرها، في مظاهرات حاشدة اليوم، طالب خلالها المتظاهرون بإسقاط "نظام الأسد" ونددوا بـ"الانفصالية"، في حين خرجت مظاهرات أخرى في بلدات "الأتارب، ودارة عزة، وباتبو، وعينجارة، وأبين سمعان" في ريف حلب الغربي، مطالبةً برحيل "النظام" ومؤكدةً على مطالب الثورة ورافضةً لـ"الفيدرالية، والتقسيم"، في حين تظاهر مدنيون وعسكريون في مدينة "اعزاز" بريف حلب الشمالي، مؤكدين على استمرار الثورة.