أخبار الآن | درعا – سوريا 

الثامن عشر من شهر آذار مارس … اليوم وقبل خمس سنوات .. كان عنوانا لبداية حلول نظام الاسد الدامية .. في ذلك اليوم سقط أول الضحايا على مذبح الحرية والكرامة .. سقط كل من الشهيدين حسام عياش ومحمود الجوابرة .. وبعدها توالت الاحداث الى ان اصبح عدد الشهداء يتجاوز النصف مليون وفق تقدير بعض المنظمات الانسانية … ورغم هذه الجرائم مازال أهالي درعا يخرجون في مظاهرات سلمية اكدوا فيها مطالب اسقاط النظام.

جالت كاميرا أخبار الآن في إحدى مدارس درعا السورية، وحاورت من كان طفلا عندما خط عبارات مؤيدة للثورة على جدران المدرسة.

ففي أواخر فبراير/شباط 2011، كتب أطفال درعا البلد جنوبي سوريا على جدران مدرستهم عبارات تحاكي العبارات التي انتشرت في دول الربيع العربي المطالبة بإسقاط أنظمة الحكم. 

يومها لم يسارع النظام إلى إجراء إصلاحات تستبق الثورة، وإنما قوبل هؤلاء الأطفال بالاعتقال والضرب، فأرّخت هذه اللحظات لتاريخ الثورة السورية، وجعلت من محافظة درعا مهد الثورة وشراراتها.

ويقول الصحافي محمد أبا زيد، الذي شارك في أولى تظاهرات درعا، "يوم لن يتكرر مرة أخرى، فهو الصرخة الأولى، وقطرة الدم الأولى".

ويروي، أبو زيد، انطلقت التظاهرة من جامع الحمزة والعباس باتجاه الجامع العمري الشهير، والذي لا يبعد سوى 500 متر، حيث تجمع المتظاهرون أمام العمري، وبدأت الهتافات، التي طالبت بإسقاط المحافظ فيصل كلثوم، ورئيس جهاز الأمن السياسي في المحافظة عاطف نجيب، وهو المسؤول عن تعذيب الأطفال، وسحب أظافرهم".

ويتابع عند العصر تقريباً زادت حشود المتظاهرين، وبدأت بالتوجه إلى حي درعا المحطة للتظاهر أمام القصر العدلي، كانت قد نصبت حواجز أمنية من قوات حفظ النظام، والشرطة، وعناصر من الأجهزة الأمنية، فهتف المتظاهرون (الله سورية حرية وبس)، لنفاجأ بقوات أخرى جاءت من خلف الحواجز بدأت بإطلاق النار على المتظاهرين".

ويضيف أبو زيد: "كنا نظن أن الرصاص (خلبي)، ولكن صدمنا عندما بدأنا نرى المتظاهرين يتساقطون قتلى ومصابين"، معتبراً أن تلك المشاهد لا تُمحى من ذاكرته "هذا اليوم كان صرخة ممزوجة بالدم، ضد الظلم، والاستعباد، والتهميش. الكلمات تعجز عن وصف ذاك اليوم الأغر في تاريخ سورية المعاصر".