أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (أحمد أمين)
خمس سنوات مرت كانت عجافاً على أهل سوريا، تبدل فيها واقع الحياة، مأساة بدلت الواقع المحيط للبلد ابتداء من الحياة السياسية والعسكرية ثم تطور الأمر حتى طال الجانب الإنساني وأثر عليه سلبا حتى تردى في بعض المناطق ووصل إلى وضع مأساوي متجدد.
ولكن هذا الواقع كان دافعا لنشوء مؤسسات تعمل في الجانب الإنساني وتقف إلى جانب الأهالي في محنتهم، وتعمل على تطوير نفسها بحيث ترقى إلى حجم المأساة وتستطيع العمل ضمن ظروف الواقع، حيث تميزت هذه المؤسسات والمنظمات بأنها سورية بشكل كامل حيث خلقت من رحم المشهد فكانت مجارية للواقع الراهن مبتكرة حلولا تتسم بالجذرية والمرونة.
مؤسسة سبل السلام
"سبل السلام" للأعمال الإنسانية والتنموية هي واحدة من تلك المنظمات والتي تنشط في الشمال السوري تحديدا، وتسعى لإيجاد مخرجات مرنة للمعضلات وتحاول دائما ابتكار المشاريع ذات طابع الديمومة والإفادة القصوى.
برزت سبل السلام في نهاية العام 2014 بعد اتحاد عدد من الجمعيات والمؤسسات العاملة في هذا القطاع ذات الرؤية المشتركة.
يرأس مجلس الإدارة فيها الأستاذ "اسماعيل خطيب"، وتتميز هذه المنظمة بمشاريعها المبتكرة والفريدة وتعتمد مبدأ التقارير الدورية والتقييمات وراء كل عمل منجز لسبر نقاط الجاح والمشاكل وسبل علاجها وتطوير العمل ذاتيا بشكل دراماتيكي.
مشاريع مختلفة
تعمل "سبل السلام" على مشاريع منوعة تتسم بالتميز منها مشاريع تدعم سبل العيش ومشاريع تأهيل وتدريب. "ظلال الخير" هو المشروع الأضخم الذي تعمل عليه سبل السلام حاليا من حيث مدى التغطية المكانية والإمكانيات المادية.
يشرح "إسماعيل الخطيب" رئيس مجلس الإدارة، عن المشروع بشكل أكثر حيث يقول: "ظلال الخير هو متجر مجاني موجه لأسر الأيتام والمعتقلين وذوي الحاجات الخاصة في كل من ريفي إدلب وحماة ويخدم حوالي /45/ بلدة في كلا الريفين، يعمل المتجر على مدار الشهر بشكل يومي وذلك عبر تنظيم دور لهذه البلدات حسب قوائم مفصلة موثقة عبر فرق الإحصاء الخاصة بنا مع الاستعانة بالمجلس المحلي لكل بلدة".
وعن آلية عمل المشروع يقول السيد "مصطفى كنعان" مدير المشروع لأخبار الآن: "اعتمدنا في سبل السلام على داتا احصائيات في سبر ومعرفة المستحقين وفق معايير خاصة لإيصال قسائم للمستفيدين، يتم حساب قيمة كل قسيمة وفق معايير خاصة تراعي عدد أفراد الأسرة والوضع المعيشي والمادي، حيث تبدأ قيمة القسائم بـ 7500 ل.س حتى 25000 ل.س، ثم يقوم المستفيد بالتسوق واختيار ما يلزمهم منعاً للهدر ولخلق نوعا من الارتياح لدى المستفيدين وتحقيق الاستفادة القصوى".
نتائج مرضية
حقق مشروع "ظلال الخير" نتائج مرضية جدا لكل من كادر "سبل السلام" والفئات المستهدفة من المستفيدين على حد سواء، وأطلعنا السيد كنعان على بعض النتائج التي حققها المشروع، حيث يقول: "خدّم المتجر إلى الآن أكثر من 984 عائلة من مختلف الفئات شهداء كانوا أو معتقلين أو حتى ذوي احتياجات خاصة وحوالي 3600 طفل بقيمة مالية فاقت سبعة ملايين ليرة سورية، وذلك كله في مرحلة انطلاق المشروع الأولى".
عند تبني منظمات كمنظمة "سبل السلام" مرحلة المشاريع، بدأت عملية التخلص من المساعدات الإسعافية على شكل سلل معبأة مسبقا لما يرافق هذه السلل من هدر بالمواد وعدم إمكانية استلام المستفيد ما يحتاجه بشكل كامل.
"خديجة عبد الهادي" إحدى المستفيدات من مشاريع سبل السلام المتعددة قالت لأخبار الآن: "هذا المتجر فكرة رائعة، حيث أنها تدع للمستفيد الحرية المطلقة لانتقاء ما يناسبه مما يحقق الدرجة الأكبر من الإفادة، كما أن الأسعار التقديرية التي سعّرت بها المواد متدنية فهي بحد ذاتها مساعدة، فضلا عن قيمة القسيمة الإجمالي المجاني إضافة إلى أنه يسهل على المستفيد من الحصول على احتياجاته اللازمة فقط في الوقت الذي كانت تضطرنا السلال الإغاثية للحصول على مواد غذائية لسنا بحاجة إليها على الإطلاق أو ربما تكون متوفرة لدينا في وقت سابق".