أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)

في اليوم الأول من بدء الهدنة، شهدت مناطق ريف حمص الشمالي هدوءا حذرا دون قصف أو اشتباكات حتى اليوم الثاني للهدنة، حيث حلقت مروحيات النظام في سماء ريف حماة الجنوبي لتقصف قرية "حربنفسة" بالبراميل المتفجرة، وبعدها بساعتين حلّقت المروحيات ذاتها على ريف حمص الشمالي وتحديدا قرية "تيرمعلة" خط الدفاع الأول عن ريف حمص الشمالي لتلقي برميلين على القرية، بحسب مراسل أخبار الآن الذي كان متواجدا هناك.

وفي الساعة الرابعة عصرا، دخلت المقاتلات الروسية أجواء ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي لتقصف المناطق ذاتها "تيرمعلة وحربنفسة" اللتان كانتا تشهدان أشرس المعارك مع قوات النظام قبل بدء وقف إطلاق النار.

وبحسب "عبد الرحمن اللوز" وهو مقاتل في الجيش الحر في قرية "تيرمعلة"، فإن الطائرات الروسية ألقت صواريخ غريبة، كما وصفها، وأنها شديدة الخطورة فلم يكن لها صوت أثناء سقوطها ولم يسمع حتى صوت الطائرة التي ألقت هذه الصواريخ وأضاف: "سمعنا صوت انفجار قوي هز القرية، وكان الصاروخ قد سقط بجانبنا ما أدى لدمار جزئي في المنزل الذي نقطنه ودمار كامل في المنزل الذي بجوارنا، وخرجنا من بين الأنقاض وجرح ثلاثة أشخاص كانوا معنا".

المدنيون والثوار وتوقعات خرق "الهدنة"

الأمر لم يكن غريبا لدى الثوار والمدنيين، فهم منذ البداية لم يؤمنوا بمثل هذه الاتفاقيات وخصوصا أنها كانت برعاية روسية-أميركية، الأمر الذي جعل المدنيين يتوقعون نجاح الهدنة بنسبة ضئيلة والبعض وصفها بالمسرحية وأنها فرصة أعطاها المجتمع الدولي للنظام لإعادة ترتيب أوراقه.

مراسل أخبار الآن التقى بعدد من المدنيين قبيل بدء الهدنة لسؤالهم حول إمكانية نجاح مثل هذه الهدنة التي تشمل معظم الأراضي السورية.

يقول "أحمد" وهو مواطن من مدينة تلبيسة: "لا أصدق أن ينجح وقف إطلاق النار ولو كانت مدته قصيرة أي أسبوعين، فعلى سبيل المثال عندما دخلت لجنة المراقبين العرب في السنة الأولى للثورة لم يلتزم النظام بوقف إطلاق النار وبقيت آلة قمعه تستخدم ضدنا وعلى مرأى المراقبين! وسيستمر اليوم في قصفنا بحجة أن هذه القرى يتواجد بها عناصر من داعش أو جبهة النصرة".

"عادل" من بلدة "الدار الكبيرة" يقول: "أعتقد أن النظام هو المستفيد من وقف إطلاق النار ولا أعتقد أنه ما زال قادرا على زج قواته في أية معركة ضد الثوار وربما سيقتصر على قتال داعش".

"خالد أبو الفوز" مقاتل مع الجيش الحر، يقول: لا أؤمن قطعا بمثل هذه الاتفاقيات، فالمجتمع الدولي يتحكم بنا منذ اليوم الأول للثورة ومواقفه لم تصب في صالحنا أبدا بل كانت جميع مواقفم لمصلحة النظام".