أخبار الآن | الرقة – سوريا (عزام الحاج)

إثر انتهاء العملية الخاطفة التي شنها داعش على مدينة تل أبيض على الحدود السورية التركية تبين مقتل "الشيخ خالد البشير"، وهو أحد وجهاء "عشيرة البقارة" التي تنتشر أماكن سكنها التاريخية في أرياف دير الزور والحسكة والرقة. والشيخ "البشير" هو أحد قادة ما يُسمى بـ "جيش سورية الديمقراطية".

لكن فصائل ومجموعات عربية انضمت اضطراراً إلى الالتحاق بقوات سورية الديمقراطية أما بحثاً عن دور لها أو تحاشياً للاصطدام بالقوى الدولية التي بدأت بهندسة الأوضاع القائمة على الأرض في سورية على مختلف الجبهات.

إلا أن أغرب ما في مسألة قتل الشيخ "البشير" هما أسلوب القتل وطريقة إيصال رسالة داعش من وراء هذا القتل بالقياس إلى الظروف والأحوال المحيطة. إذ، وبينما كان انغماسيو داعش يتسللون من مكان لآخر وينفذون عمليات تفجير لسيارات مفخخة يبدو أن مجموعة منهم كانت مكلفة بأهداف محددة منها الشيخ البشير. فقد قام المتسللون بقطع رأسه وتصوير الرأس تحت أقدامهم، ويبدو أنهم وجدا الوقت قبل ذلك للتحقيق معه والحصول على بيانات حاسبه على "الفيسبوك"، حيث استخدموا هذا الحساب لنشر خبر قتله ونشر صورة رأسه المقطوع تحت أقدام ثلاثة منهم.

فبعد السيطرة على حساب الشيخ البشير نشر قاتلوه "ستاتوس" مع صورة رأسه مقطوعاً وموضوعاً تحت أقدام ثلاثة أشخاص لا تظهر هيئاتهم يقول: "هذا خنزير تم قطف رأسه على يد جنود الدولة والنشر على حسابه". وعندما سأل أحد أصدقاء القتيل: "مَنْ هذا؟". أجابه المتحكم بالحساب: "صاحب الحساب". وعندما يطلب السائل تأكيد ما يقرأه من أن صاحب الحساب هو القتيل فعلاً، يجيب المسيطر على الحساب: "نعم بالضبط". وهذه تبدو واحدة من أكثر عمليات داعش في اغتيال المناوئين غرابة بالقياس إلى أجواء المعركة والكر والفر المحيطين بالمكان الذي جرت فيه عملية القتل. إلا أنها مؤشر أيضاً إلى أن قتل الشيخ البشير كان بحد ذاته هدفاً من أهداف داعش من عمليته العسكرية في تل أبيض ليلة السبت/الأحد الفائتة.

واقع الحال، لم يكن مقتل الشيخ "البشير" هو ما يفاجئ المتابعين في ظل هذه الظروف بقدر ما كان وجوده في هذه المنطقة مفاجئاً ومثيراً للفضول والتفكير. إلا أن مصدراً لموقع الآن في تل أبيض فسَّر تواجد الشيخ في المنطقة لسببين: أولهما أن المجموعات المقاتلة التي انضمت إلى جيش سورية الديمقراطية لا تجد مناطق لتواجدها إلا في شمال سورية، وخاصة الفصائل التي تنتمي إلى دير الزور حيث لا تماس لها مباشراً مع مناطقها في دير الزور إلا عبر الرقة أو الحسكة. وثانيهما هو وجود فرع من عشائر البقارة في منطقة تل أبيض، حيث ربما وجد الشيخ البشير مكاناً يعمل منه تحضيراً للعودة إلى دير الزور.