أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)

صعدت قوات النظام السوري من قصفها على مناطق مختلفة في دمشق وريفها، حيث شنت الطائرات الحربية ما يزيد عن العشرين غارة جوية على مدن وبلدات "الغوطة الشرقية"، بينما ألقت الطائرات المروحية أكثر من أربعين برميلا على بلدة "داريا"، فيما استهدفت مدفعية النظام حي "القابون" داخل دمشق، وهو ما خلّف عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين ما يشكّل تصعيدا جديدا يأتي قبل يوم واحد من هدنة تبدو ملامحها واضحا من عنوان التصعيد.

ففي بلدة "داريا" صعدت قوات النظام من عملياتها العسكرية على المدينة، حيث ألقت مروحيات النظام 44 برميلا إضافة لقصف المدينة بسبعة صواريخ "أرض-أرض".
التصعيد على داريا

وخلال حديثه لأخبار الآن قال "أيهم الديراني" وهو إعلامي في لواء شهداء الإسلام: "تعيش داريا تحت ضغط عسكري كبير منذ تم فصل "داريا" عن "معضمية الشام"، فهنالك ثمانية آلاف وثلاثمائة مدنيا يعانون كامل أشكال الحصار بعد انعدام كافة سبل الحياة، أما عسكريا فالنظام يحشد كل إمكانياته لتحقيق أي تقدم داخل المدينة، فالمدينة قصفت خلال عامين بأكثر من 5800 برميل، تشهد المدينة اليوم لحظات من الترقب لمعرفة قرار وقف إطلاق النار وخصوصا بعد افتراء النظام بوجود "جبهة النصرة" داخل المدينة مع العلم أن الفصيلين الموجودين في داريا هم لواء "شهداء الإسلام" التابع لـ "لجبهة الجنوبية" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" وعدم شمل داريا بإطلاق النار هو اختبار حقيقي لجدية النظام"، وأكد "الديراني" عن سقوط أكثر من 120 قتيلا للنظام خلال أسبوعين، حيث شهد اليوم إعطاب دبابة للنظام على جبهة القرية إضافة لقتل تسعة عناصر كما ارتقى شهيدين من لواء شهداء الإسلام.

غارات على الغوطة الغربية وتصعيد في "المرج"

أما في العاصمة دمشق، فقد شهد حي "القابون" تصعيد جديدا لقوات النظام على الرغم من خضوع الحي لوقف إطلاق نار بين ثوار الحي وقوات النظام، فمنذ مطلع الأسبوع حتى اليوم انهالت عشرات قذائف المدفعية على الحي ما تسبب بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين.

وفي حديثة لأخبار الآن قال "أبو قتادة الشامي" وهو عضو المكتب الإعلامي لـ "حي القابون": "تحاول قوات النظام في معظم المناطق السورية فرض سيطرتها على مساحات أوسع قبيل بدء الهدنة لرسم خريطة جديدة لها، اليوم قام الطيران الحربي بغارة جوية ألقيت من خلالها المناشير على سكان الحي تعطي الأمان لكل من يسلم نفسه".

أما في "الغوطة الشرقية"، فقد شنت مقاتلات لم يعرف ما إذا كانت روسية أو تابعة للنظام، أربع غارات بصواريخ فراغية على بلدة "زملكا" أسفرت عن قتل الطفلة "ضحى الخولي" إضافة لجرح عدد من المدنيين بحالات خطرة، كما تعرض حي "جوبر" وبلدة "عين ترما" و"عربين" لغارات مماثلة خلّفت قتيلا وعددا من الجرحى إضافة لدمار هائل في ممتلكات المدنيين.

ومع حلول المساء، انطلقت ثلاث راجمات صواريخ من سفوح جبال "ضاحية الأسد" مستهدفة الأسواق والأبنية السكنية داخل مدينة "دوما" ما أدى لسقوط قتلى وجرحى بحسب ما أفاد به المكتب الطبي داخل المدينة.

يأتي ذلك في وقت تحاول فيه قوات النظام الرمي بكل ثقلها لتحقيق أي تقدم على جبهة "المرج" وخاصة "المعهد الزراعي" والالتفاف على "تل فرزات" الإستراتيجي من جهة "بيت نايم".

وفي حديثه لأخبار الآن قال "أبو زيد" وهو ناشط ميداني في منطقة "المرج": "يحاول النظام الرمي بكل ثقله لتحقيق أي تقدم قبل بدء الهدنة المزعومة، من أجل تشييدها وتثبيتها لتكون قواعد انطلاق له عند انتهاء الهدنة، فمثلا النظام يحاول بشتى الطرق الوصول للمعهد الزراعي فالسيطرة عليه تمكّنه من إنشاء قلعة حربية، فالمبنى محصن ومشيد منذ الاحتلال الفرنسي، تصعيد النظام مؤشر واضح أنه لا يؤمن بأية عملية سياسية فنهج الحسم العسكري هو الوحيد في قاموسه".