أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إبراهيم الإسماعيل ومحمد سلهب)

شنت الطائرات التابعة لقوات النظام سلسلة من الغارات الجوية طالت عدد من القرى والبلدات في ريف إدلب، لتحصد أرواح أكبر عدد من السوريين في محاولة من النظام لكسب الوقت قبل دخول هدنة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وقد كثفت الطائرات السورية قصفها للريف وتركز على كل من "سراقب وحربنوش وأريحا" لتوقع عددا من القتلى وترتكب مجزرة في الأخيرة راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.

مجزرة في أريحا

فقد أغارت طائرة "ميغ 23" تابعة لسلاح الجو السوري على مدينة أريحا في الريف الغربي لمحافظة إدلب، ثلاث غارات جوية كانت كفيلة بإيقاع قرابة العشرة شهداء من المدنيين بينهم نساء وأطفال "أربعة منهم مجهولي الهوية" وما يزيد عن 25 مدنياً أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، والبعض منهم في حالة خطيرة نقلوا على إثرها الى المشافي الميدانية القريبة، فضلا عن دمار واسع لحق بمواقع القصف وخسائر في مادية لحقت بالمحال التجارية في السوق.

استهدفت الغارات الجوية منطقة السوق وسط مدينة أريحا، والتي تكتظ بالسكان في كل يوم، كما استهدفت الغارات الأخرى أطراف المدينة وبعض النقاط الأخرى داخل المدينة.

وفي حديثه مع أخبار الآن يقول "مصطفى القدور" سائق لسيارة إسعاف: "أُبلغنا عبر أجهزة اللاسلكي عن وجود شهداء وجرحى جراء قصف جوي على مدينة أريحا وبالتحديد السوق الشعبي وطلب منا التوجه إلى موقع القصف، وبالفعل توجهنا إلى هناك لنجد العديد من الجثث ملقاة على الأرض إضافة لعدد كبير من الجرحى، قمنا بمساعدة فرق الدفاع المدني بنقلهم للنقاط الطبية المتواجدة في المدينة في حين نقل الشهداء إلى نقاط طبية أخرى ليتم التعرف عليهم، وقد بلغ عددهم عشرة؛ أربعة منهم لم يتم التعرف عليهم بينهم امرأة وطفل".

"أبو محمد" 50 عاماً، أحد الباعة الناجين من المجزرة يقول في حديثه: "لم نتعرض للقصف منذ مدة قصيرة، واليوم كان تحليق الطيران مكثفاً ومتكرراً وحذرت المراصد من خطر الطيران وطلبوا فض التجمعات المتفرقة، إلا أن الطائرات قصفتنا ونحن في السوق، تناثرت الأشلاء في كل مكان وتحولت الساحة إلى ساحةٍ حمراء مليئة بالأشلاء والجرحى".

وقصف على سراقب وبلدات أخرى

هذا وكانت الطائرات الروسية قد شنت عدد من الغارات الجوية على بلدة "سراقب" اثنتين منها استهدفت الأطراف الشمالية من المدينة فيما استهدفت الثالثة وسطها مخلّفة قتيلا وعددا من الجرحى إصاباتهم طفيفة.

"ليث" شاب من عناصر الدفاع المدني يقول: "في الساعة التاسعة والنصف صباحاً استهدفت الطائرات الحربية شمالي المدينة دون وقوع إصابات، كما عاودت طائرات أخرى قصف المدينة من الجهة الشرقية في الساعة الحادية عشر ونصف، سارعنا خلال الغارتين للتوجه إلى أماكن القصف والبحث عن الناجين أو المصابين".

تحليق عنيف طال المنطقة الغربية والجنوبية أيضا بشكل كبير، تناوبت الطائرات الروسية والسورية على الأجواء، وقصف عدة مناطق كان منها بلدة "حربنوش" في الريف الغربي لمحافظة إدلب، والتي سقط فيها شهيدين "طفلة وأمها" اضافةً إلى إصابات أخرى بين المدنيين.

"مصطفى الخلف" ناشط إعلامي يقول: "منذ الصباح الباكر والطيران الحربي لا يفارق الأجواء وسط تحذير من المراصد على أن الطيران لديه أهداف عديدة في ريف إدلب وكانت إحدى هذه الأهداف بلدة حربنوش"، ويضيف "الخلف" أن بلدة حربنوش من البلدات الآمنة التي لا تتعرض للقصف عادة، وعلى ما يبدو ان النظام سيحاول كسب الوقت في تدمير وقصف أكبر عدد من القرى في الريف المحرر.

وفي الريف الغربي لمحافظة إدلب تعرضت بلدة "بداما" في ريف جسر الشغور لقصف بالمدفعية الثقيلة من الحواجز المنتشرة في ريف اللاذقية والتابعة لقوات النظام. ولم يتوقف تحليق الطائرات الحربية منذ الصباح وحتى ساعات المساء، حيث استهدف الطيران الروسي مناطق عدة في ريف حلب وريف حماة وريف اللاذقية بالصواريخ الفراغية والتي نتج عنها شهداء وجرحى من المدنيين.

 

وتأتي هذه الحملة الشرسة التي يشنها الطيران الحربي على قرى وبلدات ريف إدلب قبل يومين من موعد تطبيق هدنة وقف إطلاق النار التي أقرت ابتداء من السبت المقبل 27 فبراير/ شباط الحالي.