أخبار الآن | كفر زيتا – حماه – سوريا – (مصطفى جمعة)

أكثرُ المتضررين من الغاراتِ الروسية في سوريا، هم المدنيون، بدءا من عددِ الضحايا إثرَ إستهدافِ تجمعاتِ المدنيين وأسواقِهم، وإنتهاءً بموجاتِ التهجيرِ الكبيرة التي لحقت الغاراتِ الروسيةَ المكثفة على بعضِ المناطق كان آخرُها ريف حلب الشمالي, حيث بات جليا أن روسيا تسعى لدعم الأسد عسكريا في الحرب ِالتي يشنها على الشعبِ السوري منذ سنوات، وليس محاربة الإرهاب المتمثلِ بداعش والجماعات ِالمتطرفة كما تدعي. مراسلنا مصطفى جمعة رصد َتضررِ الأهالي من الغاراتِ الروسية، وجهودَ رجالِ الدفاع المدني والمراصد في التخفيفِ من أثرِ هذه الغارات.

غارات جوية مكثفة, يشنها سرب مؤلف من خمس طائرات روسية, على مناطق ريف حماه الشمالي، للوهلة الأولى يصعب التنبؤ بوقوع ضحايا أو معرفة مدى دقة الإصابة, أو ربما ما المكان المستهدف.

تزامن دخولنا مدينة كفرزيتا مع ابتعاد السرب بإتجاه قاعدة حميميم في الساحل السوري، فكانت أولى محطات وقوفنا عند أبي محمد أحد سكان المدينة الذين رفضوا الخروج, يحصي هذا الرجل عدد الغارات الروسية على الجدران, ويقف شاهداً على أطلال منزله المدمر, ويروي قصته بإيجاز على مسامعنا.

أبو محمد -مواطن سوري-: " في منتصف الليل سقطت الصواريخ علينا، فاصيب اثنان من أولادي و استشهد واحد، و اسمه محمد، و الله لم نفعل ذيء، فقط كنا نيام، و بعد القصف جائت مروحية، أنظر إلى منزلي".

تركنا أبا محمد, بعد أن قاطعتنا طائرة حربية, أقلعت من مطار حماه هذه المرة, وجهتنا الجديدة فريق الدفاع المدني, الذي يواجه تحديات كثيرة, بالتعامل مع أنواع القنابل المستخدمة حديثاً, ومع تعدد الأماكن المستهدفة في آن واحد.

حسام -عنصر بالدفاع المدني-: " ليس لدينا القدرة على التوجه لأكثر من مكان في حال كان القصف متعددا، و هنالك أسلحة ثقيلة مستخدمة، عنقودي و فراغي و أسلحة محرمة دوليا، ف روسيا لا تقصف سوى المدنيين".

معظم شوارع هذه المدينة مقطوع, ما أجبرنا على السير في طرق دون الأخرى, و في مغارة صغيرة, يتواجد مراقبو المرصد الموحد, الذي يؤدي دورًا كبيرا في إنذار المدنيين المتبقين, بقدوم الطائرات، ومسارها.

عاصم أعرج -عامل بالمرصد الموحد-: " نحن نحصل معلومات و نقوم بتبلبغها المدنيين، عن مكانهاو مسارها، إن كانت من مطار حميميم او حماه".

مع تواصل الغارات الروسية على هذه المناطق, يبقى ذلك النسيج متشعباً, ليرسم وجها آخر لما تبقى من الحياة,… فرق الدفاع المدني, و مراصد لاسلكية, و قلة من المدنيين, آثرت البقاء بين الدمار وفوق الركام على الهرب والنزوح.

ستاند: لم تبقي الطائرات الروسية على شي في هذه المناطق، كل شيء مدمر و لا حياة تعج في شوارعها، و كأن المقاتلات الروسية تحمل في مخليتها حقدا دفينا على البشر و الحجر، أو ربما دفعها و سيدفعها تقاطع مصالحها مع بقاء نظام الأسد، للإجهاز على كل شي هنا، و الصورة في هذا الحي أكبر برهان.