أخبار الآن | داريا – سوريا ( خاص )
بعد فصل بلدة داريا عن المعضمية من قبل القوات التابعة للنظام باتت تواجه مصيرها في الحصار كما المعضمية نقص حاد في كل شيء.
مدينة داريا الخاصرة الغربية للعاصمة دمشق تبعد عن العاصمة حوالي 8 كيلو مترات كانت تشتهر هذه البلدة بعنبها، وبعد إنطلاق الثورة السورية بدأت تشتهر بأبنائها ومواقفهم ومنهم الناشط غياث مطر والذي كان أول من وزع الورود على القوات التابعة للنظام منذ إنطلاقة التظاهرات،
لكن لم يدرك أنذاك غياث أن هؤلاء هم من سيعتقله ويقتله تحت التعذيب، ومؤخرا باتت هذه المدينة تشتهر بصمود رجالها في وجهة الهجمة الشرسة من القوات التابعة للنظام مدعومة بعناصر وميليشيا شيعية إيرانية ولبنانية حاولت مرارا إقتحام المدينة إلا أنها فشلت في ذلك، وكان لهذه المدينة أيضا نصيب كبير من البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات الأسد على مناطق المدنيين والأبرياء في سوريا.
بدأ القوات التابعة للنظام حصار المدينة بعد المجزرة التي إرتكبتها قوات الأسد والفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد إرتكبت هذه المجموعات مجزرة بحق الأهالي والمدنيين في داريا في شهر آب عام 2012 راح خلالها أكثر من 1300 مدني بين قتيل ومفقود أغلبهم أطفال ونساء حسب ما وثقت مراكز حقوقية في المدينة، بعد تلك المجزرة فرضت القوات التابعة للنظام حصارا خانقا على مدينة داريا وشددت الخناق أكثر منذ شهر تشرين الثاني 2012.
وفي 2012/11/05 دخلت القوات التابعة للأسد إلى المدينة من المنطقة الشرقية وأقامت عدة حواجز قتلت خلال ذلك أكثر من عشرين شخصا منهم نساء، ما دفع عناصر من الجيش السوري الحر إلى التدخل.
لم يتوقف طيران الأسد عن إستهداف المدينة ومن بقي فيها، أمطرها بالبراميل المتفجرة حيث إستهدفت مدينة داريا بأكثر من 5000 ألاف برميل متفجر جميعها موثقة بالصور والفيديو كل هذه الغارات.
يقول عبد الحميد وهو من الناشطين في مدينة داريا يقول لموقع أخبار الآن: "لقد تم قصفنا بكل أنواع الأسلحة حتى المحرمة دوليا، كما إستخدمت القوات التابعة للأسد مؤخرا إسطوانات تحوي مادة النابالم الحارق وبدأت إستخدام هذه المادة في شهر آب".
ويضيف عبد الحميد : "تعاني المدينة الآن نقصا كبيرا في المواد الغذائية والسلع الأساسية بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الأسد وعناصر إيرانية ولبنانية، وأكد أن الأدوية والمستلزمات الطبية لا تتوفر إلا بكميات قليلة جداً وتزداد المخاوف من تفاقم أوضاع المرضى سوءاً".
أبو جمال قائد لواء شهداء الإسلام يقول لموقع أخبار الآن : " لم تستطع القوات التابعة للنظام مدعومة بالحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني الطائفية لم تستطع هزيمتنا عسكريا، ولن نسمح لهم حتى بهزيمنتنا معنويا، لقد أرادت القوات التابعة للأسد والعناصر الداعمة لها أن تهزمنا معنويا بفصل مدينة داريا عن المعضمية لكننا لن نتراجع، وبعد سنوات من المحاولات الفاشلة من قبل قوات الأسد إستطاعت بدعم روسي جوي وإيراني وحزب الله اللبناني إستطاعت السيطرة على جبهة بطول 1200 متر وعرض 400 متر فقط وذلك بعد معركة قوية إستمرت ثلاثة أشهر بذلت فيها إمكانيات كبيرة عسكرية برية وجوية ودعم روسي وإيراني وميليشيات من مختلف الجنسيات حتى تمكنت من السيطرة على هذه المسافة فقط ".
ويتابع أبو جمال قوله: "لكن يجب على القوات التابعة للنظام أن تخبرنا عن خسائرهم في العتاد والأرواح في المعارك السابقة والتي واجهنا فيها كل هذه القوات مجتمعة وكبدناهم الكثير من الخسائر في الأرواح وكيف كانت هذه القوات تنسحب مخلفة وراءها العشرات من الجثث لعناصرهم".
ويعيش في مدينة داريا الآن أكثر من 12 ألف نسمة من المدنيين جميعهم صامدون في وجه الحصار الخانق الذي تفرضه القوات التابعة للنظام، وناشد أهالي داريا المجتمع الدولي التدخل وفتح معابر إنسانية لتجنب مأساة إنسانية جديدة قد تتكرر مجددا في داريا والمعضمية على غرار ما فعلته قوات الأسد في مضايا المحاصرة من قبل عناصر حزب الله اللبناني وقوات الأسد.