أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

بعد سيطرة النظام على بلدة "سلمى" تحاول قوات النظام التقدم نحو القرى المحاذية لها بغية تأمينها، بعد أن سيطرت عليها نارياً بواسطة المدفعية الثقيلة المتواجدة في مراصد "تلا وانباتة وبارودا"، وتأمين غطاء جوي مستمر وبكثافة، وسيطرة النظام على مرتفعات جبلية تطل على معظم قرى جبل الأكراد.

سياسة "الكمائن" وسيلة الثوار الجديدة

بدأ الثوار سياسة جديدة تمثلت "بالكمائن" سواء الفردية أو الجماعية وحتى بالعبوات الناسفة والألغام والصواريخ المضادة للدروع، حيث يقومون بحرب استنزاف ضد قوات النظام التي سيطرت على أراضيهم التي بقوا فيها ما يزيد عن أربعة أعوام، حيث تمكن الثوار منذ يومين من تدمير عربة زيل عسكرية محملة بالجنود بصاروخ مضاد للدروع، وقتل وجرح العديد من قوات النظام أثناء تقدمهم نحو قرية "المارونيات".

وتمكن الثوار يوم الخميس من التسلل نحو منطقة "الفرز" في بلدة سلمى بريف اللاذقية والوصول قرب المشفى الميداني في المدينة، وتم تقدير عدد القتلى بخمسة جنود تابعين للنظام، واستهداف سيارتين ناقلتين للجند، إضافة إلى سيارة إسعاف تستخدمها قوات النظام لنقل الجرحى.

أخبار الآن التقت مع القائد الميداني "أبو عمر" ليتحدث حول الخطة الجديدة للثوار في محاربة النظام وخصوصاً في بلدة سلمى: "بعد سيطرة قوات النظام على البلدة اتخذنا سياسة جديدة في مقارعته عن طريق الكمائن، فنحن نحفظ قرانا ومناطقنا ومحارسنا جيدا، ونستطيع التسلل إلى ضمن المناطق بطرق حفرناها بأيدينا".

ويكمل "أبو عمر" حديثه: "طالما بدأ النظام بالتصعيد واستخدام الطيران الحربي والقصف المكثَّف فإن "حرب العصابات وحرب الشوارع" لا تكلف أكثر من بندقية، وحتى نصل سكين أو حربة وخاصة أن النظام لا يستطيع استخدام المدفعية أو الطيران في هكذا مجابهات وجهاً لوجه، وهذا يؤدي إلى دب الرعب والخوف في قلوب قواته المتواجدة في البلدة، فلا تزال إلى الآن حملات التفتيش في المنازل المدمرة للبحث عن عناصر الثوار، وستنقلب الموازين كلها في الأيام القادمة ولن يستطيع الصمود في البلدة".

عودة عدد من الشباب من المخيمات باتجاه ساحات القتال

شهد ريف اللاذقية عودة عدد من الشباب الذين انضموا إلى المخيمات الحدودية وتركيا؛ نحو جبهات القتال في ريف اللاذقية، وذلك بعد الضغط العسكري الكبير الذي حل بالريف اللاذقي، وعدم توافد المؤازرات المتوقعة مع اندلاع المعارك في منطقة يصفها البعض أنها بوابة سقوط النظام.

يقول "محمد" أحد اللاجئين الذي عاد مؤخراً إلى أحد المحارس القريبة من سلمى: "بعد الحشود العسكرية الكبيرة التي يزجها النظام في معاركه ضدنا، وقصف بيتي ونزوحي مع أسرتي، بنيت خيمة لأهلي ثم تطوعت مع إحدى كتائب الحر، حيث لا يفيد بلدنا سوى أهلها، سأبقى مع أخوتي في الخنادق إلى أن يتحقق النصر أو نموت دفاعاً عن أرضنا وعرضنا".