أخبار الآن | حمص – سوريا – (نور الرفيع)

بعد أن فرض تنظيم داعش سيطرته كليا على تدمر، بدأ يبحث عن طرق لزرع الخوف في المدينة، فبدأ بقطع الرؤوس وملاحقة الناس مع تلفيق التهم ضدهم من دون أية أدلة أو إثباتات، في وقت يشتكي الأهالي قصف طائرات النظام الأحياء السكنية، ويقول لسان حالهم "سكين داعش تقتلنا على الأرض وطائرات الأسد تقتلنا من السماء ".

وبدأ داعش سلسلة مجازره، عندما أعدم أفرادا من الشعيطات وهم عشيرة أصلها من ريف دير الزور، كان معظمهم في الجيش الحر، بعد أن شكلوا عدة كتائب في المنطقة الشرقية (ريف دير الزور والبوكمال والميادين والعقيدات)، إلى أن قام داعش بالسيطرة على هذه المناطق، فسبى نسائهم وارتكب مجزرة راح ضحيتها المئات من أبناء العشيرة، واضطروا إثر مجزرة داعش للانسحاب والاحتماء بمناطق مجاورة، فاتجه قسم منهم إلى تدمر، بينما القسم الآخر اتجه إلى القلمون.

يقول أبو جاسم من أهالي تدمر ل "أخبار الآن:" تمكن الشعيطات من دخول مدينة تدمر بعد توقيع هدنة مع نظام الأسد إثر وساطات من أقارب لهم بصفوف النظام، وفور بدء الاشتباكات بين داعش وقوات النظام في تدمر، حاول أبناء الشعيطات التصدي لداعش ودفعهم عن المدينة وأهلها، وعندما سيطر التنظيم على تدمر بشكل كامل بدأ بملاحقة الشعيطات بما في ذلك الأفراد الذين التزموا منازلهم، وارتكب داعش مجزرة جماعية قتل فيها حوالي المئة شخص معظمهم من الشباب ".

 ويضيف: "لم يميز تنظيم داعش بين المدني أو المسلح من عشيرة الشعيطات، بل قتل كل شخص منهم، وألقى الجثث بالشوارع، ولم يسلم من هذه العشيرة سوى من استطاع الهروب نحو دمشق والقلمون أو من قدم استتابة وسلم نفسه لداعش".

بدوره، أفاد أحد المدنيين في اتصال مع "أخبار الآن" وفضل عدم الكشف عن هويته، أن تنظيم داعش قتل خمس ممرضات من مشفى تدمر بتهمة أنهن موظفات لدى النظام الكافر، ويعالجن جرحى الأسد.

وأضاف: "فور دخول داعش للمدينة، بدأ البحث عن أي حجة لقتل الناس، فبعد جريمة قتل الممرضات، قتلوا موظفا سابقا في إحدى الدوائر الحكومية التابعة للنظام بالرغم من أنه تقاعد قبل بداية الثورة، والتهمة كانت أنه من رجالات النظام في تدمر قبل دخول التنظيم" .

وأردف: "اتبع تنظيم داعش طريقة إلقاء الجثث في الشوارع وقطع الرؤوس كسبيل لإخافة الأهالي، ولايزال داعش إلى الآن يلاحق المدنيين، ويلفق لهم التهم، فقد رأيت جثة زوجة" خالد الحريري "مرمية في الشارع لأن زوجها شبيح".

ومنذ دخول داعش للمدينة، لم يفارق طيران النظام سماءها، تقول أم محمد: "لم نسلم من الأرض ولا من السماء، فطائرات النظام تقصف من فوقنا داعش يذبح الناس في الشوارع، لم نستطع أن نخرج من منازلنا بل اتجهنا إلى الأقبية خوفا من القصف الذي يستهدف الأماكن السكنية، وبالنسبة للحياة المدنية لا يوجد في الشوارع سوى مسلحو داعش وما من أحد غيرهم، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والماء والخطوط اللاسلكية والأرضية، فالوضع مزري جدا هنا والناس بحالة ذعر بسبب هذه المجريات ".