أخبار الآن | الحسكة –  سوريا ( سعيد غزول)

اعتقلت "وحدات حماية الشعب" الكردية أمس، عشرات الشبان من مدينة الحسكة، ضمن حملة الاعتقالات التي بدأت بها منذ أيام، بهدف سوقهم إلى "التجنيد الإجباري" أو ما يُعرف بـ"واجب الدفاع الذاتي"، وجاء ذلك تزامناً مع حواجز نشرتها قوات "نظام الأسد" داخل أحياء المدينة، بهدف اعتقال الشباب وسوقهم إلى "الخدمة الإلزامية".

الناشط الإعلامي "أبو جاد الحسكاوي" أفاد لـ أخبار الآن، أن مجموع الشبان الذين اعتقلتهم "الوحدات الكردية" في مدينة الحسكة أمس السبت، بلغ نحو "200" شابا، مضيفاً أن "قوات الأسايش" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" الكردية، اعتقلت في بلدة "عامودا" اليوم، الإعلامي "فريدون قجو" العامل في موقع "يكيتي ميديا" التابع لحزب "يكيتي" المناهض لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD" الذي يرأسه "صالح مسلم".

وأفادت مصادر لـ أخبار الآن، أن اعتقال الناشط الإعلامي "فرديدون قجو"، جاء على خلفية نشره خبراً يفيد باغتيال "جوان ابراهيم" القائد العام لـ"قوات الأسايش"، وكانت الأخيرة اعتقلت يوم الثلاثاء الفائت "عامر مراد" مدير تحرير إذاعة "هيفي إف إم"، لذات السبب، الذي اعتبرته "الأسايش" محاولة لزعزعة الاستقرار في صفوفها وفي المدينة.

من جانبه، استنكر "مجلس نقابة صحفيي كوردستان سوريا"، ممارسات "قوات الأسايش" واصفاً إياه بـ "اللامسؤولة"، مضيفاً في بيان له، أن هذه الممارسات تقيّد الإعلام، وتقضي على أي مناخ يمكن أن ينمو فيه بصورة طبيعية بعيدة عن الزجر والقهر وحجز الحرية الشخصية، مطالباً "الأسايش" بالتوقف عن اعتقال الكرد"، وإطلاق سراحهم فوراً، إضافةً لإطلاق سراح كل معتقلي الرأي في سجونها.

"الوحدات الكردية" تسرق وتحرق منازل مدنيين "عرب" وتصادر أراضيهم

أضاف "أبو جاد الحسكاوي"، أن عناصر "وحدات حماية الشعب – YPG" الكردية قاموا بحرق منازل المدنيين في قريتي "الطولان، والجنبة الجنوبية" بريف بلدة "الهول" جنوب الحسكة، لافتاً إلى أن منازل المدنيين في قرية "الجنبة الوسطى" القريبة، تعرضت للحرق أيضاً قبل عشرة أيام، وذلك بتهمة أن أصحابها، يتعاملون مع تنظيم "داعش".

وفي بلدة "الهول" التي سيطرت عليها ما تُعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" في الثالث عشر من ديسمبر الفائت، قامت "الوحدات الكردية" اليوم، بسرقة معظم منازل المدنيين الذين منعتهم من الرجوع إلى البلدة عقب السيطرة عليها. وإضافةً لـ"المحال التجارية" في البلدة، وبحسب الناشط "أبو جاد الحسكاوي" فإن "الوحدات" قامت بعرض "الأثاث" الذي سرقته من المنازل، في أسواق "رأس العين" و"القامشلي" و"عين العرب"، عن طريق تجار يتعاملون مع "الوحدات الكردية".

وقال "أبو جاد الحسكاوي"، إن "الوحدات الكردية" صادرت اليوم، الأراضي الزراعية للمدعو "صالح سوادي" في بلدة "تل تمر"، وكان "صالح" قضى هو وطفليه على يد "الوحدات" في شهر شباط الماضي، أثناء مهاجمة تنظيم "داعش" لقرى "تل تمر".

وأشار "الحسكاوي"، إلى أن "الوحدات الكردية" صادرت العديد من منازل المدنيين ومحالهم التجارية وأراضيهم الزراعية، في القرى العربية بريف الحسكة الجنوبي والشرقي، ومنطقة "جبل عبد العزيز"، وبلدات "تل حميس، وتل براك" وقرى عربية في بلدة "تل تمر" وريف "القامشلي"، إضافة إلى قرى ريفي "رأس العين" الجنوبي والغربي، ضمن عملية تهجير ممنهجة لـ"المكوّن العربي" من المنطقة.

من جهةٍ أخرى، قامت "الوحدات الكردية"، بتوزيع الأراضي التابعة لـ"الشركة الليبية" جنوب وغرب مدينة "رأس العين"، على عوائل عناصرها الذين قتلوا في صفوفها، وتقدر مساحة الأراضي بأكثر من "100 ألف دونم"، موزعة بين قرى (عرنان، الثماد، رجم عقاب، أبو جرادي) جنوباً، وغرباً من السويدية وصولاً إلى حدود محافظة الرقة "الزينكات، السيدو، بيرشمو، حروبي، أم جرن) على طول الشريط الحدودي.

"أمريكا" تسلم "الوحدات الكردية" دفعة جديدة من الأسلحة في ريف القامشلي

على صعيد آخر في الحسكة، شنَّ ثلاثة انغماسيين من تنظيم "داعش" اليوم السبت، هجوماً على حاجز "مفر صديق" في منطقة "جبل عبد العزيز"، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر "وحدات حماية الشعب" الكردية، وسط اشتباكات متقطعة دارت بين الطرفين في محيط المنطقة، في حين شهدت مدينة "رأس العين" استنفاراً أمنياً لـ"الوحدات"، أغلقت على إثره طريق "تل حلف – رأس العين"، وذلك لأسباب مجهولة.

وسلّمت "الولايات المتحدة الأمريكية" يوم الجمعة، دفعة جديدة من الأسلحة والذخائر لـ"الوحدات الكردية"، حيث ذكرت الصفحة الرسمية لـ"اتحاد شباب الحسكة"، أن "طائرة شحن أمريكية" هبطت صباح الجمعة داخل "المطار الزراعي" قرب بلدة "اليعربية" في ريف "القامشلي"، والذي تم توسيعه ليصبح مطاراً عسكرياً، مضيفةً أن مروحيتان من طراز "أباتشي" رافقتا طائرة الشحن، بالإضافة إلى ثمانية ضباط وخبراء أمريكيون تابعون لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".

يشار إلى "الولايات المتحدة الأمريكية"، زوَّدت ما تُعرف بـ"قوات سورية الديمقراطية"، كميات من "الأسلحة والذخيرة" على ثلاث دفعات، كان أولها في الـ 12 من تشرين الأول الفائت، وجاء ذلك حسب مراقبين، بعد تغيير "واشنطن" استراتيجيتها في سوريا، من محاولة تدريب مقاتلين خارجها، إلى تقديم إمدادات لجماعات تدعمها في حربها ضد تنظيم "داعش".