أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (رواد حيدر)

أصيب 23 شخصاً بحالات إغماء في بلدة مضايا بريف دمشق يوم أمس، بعد تدهور صحتهم جراء نقص الغذاء، بسبب الحصار المفروض على المنطقة منذ يوليو/ تموز الماضي من قبل قوات النظام.

الدكتور "خالد" مدير المشفى الميداني في مضايا تحدث لأخبار الآن وهو مصاب بالإعياء نتيجة نقص الطعام: "يتراوح عدد المصابين يوميا بحالات الإغماء بين 20-30 إصابة، في حين قد تصل بالبعض إلى الوفاة، وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة أو الإعاقات الذهنية والمقعدين". حيث شهدت البلدة في الفترة الأخيرة حالة وفاة كل يوم على الأقل، وسط إمكانيات متواضعة للمشفى الميداني.

وحسب الدكتور خالد فإن استطاعة المشفى الميداني هي فتح وريد للمرضى وإعطائهم سيرومات وريدية لا أكثر ولا أقل. في حين يحتاج أكثر من 50 مصابا بسوء تغذية موجودين في المشفى الميداني حالياً، إلى عناية ومشافي متخصصة، قبل أن تتفاقم حالتهم وتتحول إلى أمراض مزمنة "قرحة معوية – انسداد أمعاء".

من جانبه وجّه "أبو حسن" رئيس المجلس المحلي في بلدة مضايا رسالة عبر أخبار الآن: "نحن في كارثة حقيقية، كل خمسة أمتار يسقط طفل أو رجل أو امرأة على الأرض من شدة الجوع، فالأهالي منذ خمسة أيام يعيشون على البهارات والماء، حتى أننا لم نعد نستطع الوقوف على أرجلنا وبتنا نتمنى أن يضربوننا بالكيماوي أو حتى النووي".

الدكتور "خالد" وجه من داخل المشفى الميداني رسالة أيضاً تمنى خلالها من جميع المنظمات الإنسانية والخيرية أن يجدوا طرق لإخراج أهالي مضايا من هذه الأزمة، وأن يعتبروا مضايا "غزة ثانية"، ويحاولوا كسر الحصار عنها.

كارثة إنسانية تجتاح "مضايا" .. ومناشدة من الأطباء والأهالي للعالم

وكان نشطاء محليون قد أطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق، حملة أسموها "استجيبوا"، تزامنت مع مظاهرات يومية في مضايا ومناطق متفرقة من سوريا، طالبوا خلالها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الاستجابة لمطالبهم في فك الحصار وإدخال المواد الغذائية الى البلدة.

يشار إلى أن قوات النظام تفرض حصاراً خانقاً على بلدة مضايا منذ الأول من شهر يوليو/ تموز الماضي. الحصار بدأ مع الحملة التي شنتها قوات النظام مدعومة بميليشيا حزب الله اللبناني على بلدة الزبداني، إلا أنه لم ينته مع بدء المفاوضات والاتفاق على هدنة "الفوعة – الزبداني" الذي أُبرمت بين جيش الفتح والوفد الإيراني، والتي كان أبرز شروطها، فتح المعابر وإدخال المواد الغذائية والطبية إلى مدينة مضايا، مقابل فك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.