أخبار الآن | الحسكة –  سوريا ( سعيد غزول)

منذ ظهور ما يُعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" قبل شهر، والتي باتت تشكل الذراع العسكري المعتمد دولياً في مواجهة داعش، وهي ما زالت تتمدد في مناطق سيطرة التنظيم بريف الحسكة، حيث سيطرت خلال الأسبوعين الماضيين على مساحةٍ شاسعة في ريف الحسكة الجنوبي.

السيطرة على فوج الميلبية

الليلة الماضية، سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" على الفوج "121" المعروف بفوج "الميلبية" والتابع لـ "الفرقة 17" الخاضعة لسيطرة داعش بريف الرقة، إضافة إلى محالج الأقطان وصوامع الحبوب في المليبية وقرية الخمائل القريبة بالريف الجنوبي، وذلك عقب معارك عنيفة دارت مع داعش استمرت لعدة أيام في محيط "فوج الميلبية" الذي سيطرت عليه داعش في منتصف العام الماضي، عقب معارك مع قوات النظام التي انسحبت بدورها إلى داخل مدينة الحسكة.

وأفاد أحد الناشطين في الحسكة ويدعى "سعد" لـ أخبار الآن، أنه وأثناء اندلاع المواجهات بين "قوات سوريا الديمقراطية" وداعش، أرسل الأخير "صهريجاً مفخخاً" باتجاه قرية الخمائل، عقب سيطرة "القوات" عليها بساعات، إلا أن طائرات "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة، استهدفت "الصهريج المفخخ" ما أدى إلى انفجارٍ ضخمٍ هزَّ أحياء مدينة الحسكة، إضافةً إلى قصف التحالف بعدد من الغارات حقل "كبيبية" النفطي شرقي بلدة الشدادي جنوب الحسكة، ما أسفر عن اندلاع حرائق في الحقل، ومقتل عدد من عناصر داعش وجرح آخرين.

نزوح من مناطق المواجهات

وأضاف "سعد"، أن منطقة المواجهات بين "قوات سوريا الديمقراطية" وداعش، تشهد حركة نزوح واسعة ومستمرة لأهالي القرى التي اقتربت منها المعارك بين الطرفين، متجهين إلى أماكن عدة في مدينة الحسكة وغيرها.

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" سيطرت في الثالث عشر من الشهر الجاري وسط غطاء جوي لـ"التحالف الدولي"، على كامل بلدة "الهول" ثاني أهم معاقل داعش بعد مدينة الشدادي في ريف الحسكة، بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين أسفرت عن عشرات القتلى لداعش، كما أحكمت سيطرتها على عشرات القرى الواقعة على امتداد نهر الخابور.

وقال حينها المتحدث الرسمي باسم "قوات سوريا الديمقراطية" العقيد طلال سلّو في مؤتمرٍ صحفي عُقد في بلدة "الهول"، إن "القوات طردت داعش من مساحة تجاوزت 1400 كيلومتر مربع في ريف الحسكة، مؤكداً على أن الحملة العسكرية مستمرة للقضاء على التنظيم بالريف الجنوبي".

يذكر أنه في العاشر من تشرين الأول الفائت، أعلنت مجموعة فصائل عسكرية تنتمي لمكونات عرقية عدة من "عرب وأكراد وتركمان وسريان"، تشكيل تحالف جديد حمل اسم "قوات سوريا الديمقراطية"، ضم بالإضافة إلى نواته الأساسية "وحدات حماية الشعب" الكردية، فصائل محسوبة على الجيش الحر كـ"جيش الثوار- ولواء ثوار الرقة"، وفصائل أخرى تقاتل إلى جانب "قوات النظام" كميليشيا "جيش الصناديد"، ما أثار العديد من التساؤلات حول كيفية اجتماع تلك الفصائل تحت مظلة هذه "القوات"، رغم تعدد ولاءاتها وتبعيتها وفقاً لعرقيتها وللدعم الدولي اللامحدود المتحكم بالمشهد السياسي والعسكري في سوريا.