أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (حلا محمد)

الخبز، المادة الأساسية التي يحرص على تأمينها الجميع في منزله، لم يخطر ببال أهالي مدينة اللاذقية، والتي يعتبرها أهلها سجنا كبيرا، أن يطال التشبيح رغيف خبزهم على موائدهم.

ربطة الخبز بين الماضي والحاضر

معظم أهالي مدينة اللاذقية يفتقد إلى رغيف الخبز "الأبيض" السابق، والذي تم استبداله تدريجياً بخبز "أسمر" منقّط بنثرات سوداء يفتقد لطعم الخبز وفوائده السابقة، والحجة الكبرى لتغير وجه وطعم الرغيف، حسب أقاويل النظام، هو ارتفاع سعر مادة "الديزل" المشغّلة للأفران من جهة، ومن جهة أخرى التقنين الكهربائي المتواصل الذي يدعو الأفران لتشغيل "مولدات الكهرباء" ذات الكلفة التشغيلية العالية.

أخبار الآن التقت مع "أبو فؤاد. م" أحد سكان حي الصليبة في مدينة اللاذقية للحديث عن الواقع الحالي لمادة الخبز: "لم أتوقع أبداً أن نصل إلى هذه الحالة من الحرب النفسية رغم كل الضغوط والتشبيح المنتشر، يحاربوننا في رغيفنا وغذائنا، وزد على ذلك رفع الأسعار الكبير على المادة، واضطرارنا إلى شراء الخبز السياحي المرتفع الثمن".

الخبز السياحي ومكانته الجديدة

لم يعد موقف أهالي مدينة اللاذقية من "الخبز السياحي" والذي تنتجه الأفران الخاصة، كما هو مثل السابق، زبائنه قلَّة ولا طعم له كخبز أفران الدولة قبل الثورة، ولكن الموقف تغير الآن فأغلب الأهالي يستهلكون الخبز الخاص لعدم تحمّل أجسادهم "ثقل" الخبز الأسمر الجديد.

التقينا مع "أم محمد" إحدى سكان حي الرمل الجنوبي في المدينة لتخبرنا حول خبز الدولة والمشاكل الصحية الذي يسببه: "لم نستطع تقّبل الخبز الجديد الأسمر، فهو يذكّرني بخبز التَّنحيف وكأن أهالي اللاذقية سمان والدَّولة أنتجت لهم هذا الخبز لفقدان الوزن!! لقد سبب لي ولأفراد عائلتي عسر الهضم ومشاكل صحيّة أخرى اضطررنا آسفين للعودة للخبز السياحي رغم ارتفاع أسعاره، الذي لم يدخل بيوتنا من قبل".

طوابير الخبز تجارة النازحين

ما أن يُسمع عن مشكلة قادمة، أو صاروخ ينزل في إحدى أحياء اللاذقية إلا وتمتلئ الأفران بالطوابير الطالبة للمادة تخوفاً من أي ظرف طارئ قد يقع، أما في الحالات العادية فقد ينتظر المواطن ما لا يقل عن ساعتين للحصول على ربطتي خبز لا أكثر، وطبعاً عناصر الأمن والجيش لهم الأولوية دون أي انتظار على الطوابير.

بعض العاطلين عن العمل قاموا بإحضار بسطات "القهوة والفول" فبات طابور الخبز مصدر رزق لهم، والبعض الآخر ينتظر ساعات وساعات ليضع ما يشتريه من الخبز على الرصيف المقابل وبيعه بأسعار مضاعفة، حتى وصل بهم الحال إلى توظيف جميع أفراد العائلة بغية الحصول على كميات أكبر.

"أحمد" أحد الأطفال النازحين من مدينة حلب يبيع الخبز على أحد الأرصفة يقول: "أقف أنا وأخوتي الثلاثة على طوابير الفرن لساعات لشراء ما يعطوننا من الخبز، ومن ثم نضعها على الأرصفة منادين لبيع الخبز، بعض الناس لا يطيقون الانتظار في الطوابير، فنربح عن كل ربطة خبز حوالي الخمسين ليرة".