أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (متابعات) 

رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في افتتاحيتها اليومية، بأنه يجب النظر للاجئين القادمين إلى أوروبا بوصفهم مصدر طفرة اقتصادية، لا عبئاً على الاقتصاد الأوروبي. 

وتلفت الصحيفة إلى ما وصفه عدد من الزعماء الأوروبيين بأن اللاجئين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول إلى القارة يشكلون عبئاً على سكانها. ولكن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن أولئك المهاجرين سوف يساهمون بنمو الاقتصاد في أوروبا بشكل يفوق ما سيحصلون عليه من مساعدات. 

وتقول نيويورك تايمز، إن عدداً من الدراسات وجدت أن مهاجرين عززوا نمواً اقتصادياً عبر زيادة أعداد القوة العاملة ومعدلات الاستهلاك. وعوضاً عن تحميل الدول المضيفة كلفة مساعدات (غير مجزية، وبالكاد تكفي لسد رمقهم)، يدفع عادة المهاجرون الضرائب، وبحيث تفوق قيمتها المساعدات المقدمة لهم. كما لن يؤدي تدفق مهاجرين لتقليل فرص العمل للسكان المستقرين، لأن الاقتصاديات لا توفر عدداً نهائياً للوظائف. ومن جهة أخرى يجلب المهاجرون معهم خبراتهم، وينشئ بعضهم أعمالاً تجارية توفر فرص عمل لآخرين. كما يشغل الأقل خبرة وظائف من الصعب ملؤها، مثل رعاية الأطفال، مما يعطي الفرصة للأمهات للخروج إلى العمل.

وتشير الصحيفة إلى ورقة عمل نشرها في العام الماضي أربعة اقتصاديين، وكشفت عن كون الهجرة أفادت السكان المحليين في 19 دولة من الدول الصناعية العشرين الذين شملتهم الدراسة. كما وجدت دراسة أخرى أن تدفق لاجئين إلى الدنمرك في تسعينيات القرن الماضي، قاد العمال الأصليين للانتقال إلى وظائف أرفع وأكثر فائدة، والابتعاد عن أعمال كانت في معظمها يدوية. وكانت النتيجة هي جني العمال المحليين أجوراً أعلى. 

ولكن، كما تلفت الصحيفة، طرح بعض المسؤولين في أوروبا، وبخاصة في بريطانيا، اعتراضاً آخر على الهجرة، والتي وصفوها بعبارة "هجرة المزايا السياحية"، وهي الفكرة القائمة على أن المهاجرين يأتون خصيصاً من أجل الاستفادة من مزايا سخية تقدمها بعض الحكومات الأوروبية. ولكن، لا تتوفر كثير من الأدلة والبراهين على صحة ذلك الرأي. ففي بريطانيا، مثلاً، وكما ورد في التحليل الذي أعده اقتصاديون، يدفع المهاجرون من باقي الدول الأوروبية ضرائب تفوق في حجمها المساعدات التي يتلقونها من الحكومة. 

وكشفت دراسة أخرى أن خفض نسبة الهجرة إلى بريطانيا بمعدل 50٪، كما اقترح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، سوف يقلل إجمالي الناتج المحلي في بريطانيا، ويجبر الحكومة على رفع معدلات الضرائب للمحافظة على توازن ميزانيتها. وفي عام 2010، قال كاميرون إنه سيعمل على خفض الهجرة الصافية إلى بلده "من مئات الآلاف إلى عشرات الآلاف".