أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

أظهرت التطورات الأخيرة في اليمن هشاشة الوضع بين صفوف الحوثيين وخاصة مع توالي الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف العربي، ما جعل قواتهم أكثر تصدعا فيما بينهم وايضا في علاقتهم مع حليفهم علي عبدالله صالح، وخير دليل الاشتباكات التي دارت منذ أيام بين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري في دار الرئاسة بصنعاء.

ستة أشهر من الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي والمعارك التي تقودها القوات اليمنية الشرعية المدعومة من قبل المقاومة الشعبية ومظاهر الارتباك على الحوثيين وميليشيا اصالح باتت واضحة  لكل متابعي الوضع اليمني حيث أنهكت الحرب صفوف المتمردين، وبدأ الكثيرون فى إعادة التفكير بولائهم للحركة، وزاد عدد الانشقاقات داخل قيادتها، وانقسمت الميليشيا بين مخونيين للقيادات ومؤيدين لاستمرار العمليات وهؤلاء تحديدا تخفت اصواتهم مع كل تقدم للقوات الشرعية 

الخلاف بدى واضحا منذ أشهر والتي كان آخرها ما كشفت عنه الأنباء حول موجهات مسلحة دارت في دار الرئاسة بصنعاء سرعان ما تبين بحسب صحيفة عكاظ أنها  أزمة عدم صرف الانقلابيين رواتب للقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى

 هشاشة الوضع في صفوف الانقلابيين كانت واضحة في المعارك اذ اظهرت مجلة فورين آفيرز ان الحوثيين حاولوا التقدم باتجاه الجنوب لكن ما نشروه من فوضى حسرت قواتهم، بل دفعتهم للتراجع امام ضربات المقاومة الشعبية وخاصة في تعز ومأرب وسط البلاد 

وأوضحت المجلة أن انتهاكات الحوثيين العديدة لحقوق الإنسان، والتى ظهرت فى أسر وقتل أفراد الحكومة اليمنية، أو أى معارض لهم من المواطنين، وتفجير منازلهم، بجانب تعديهم على وسائل الإعلام، فضلا عن سياساتهم الاقتصادية الفاشلة، كلها أسباب أدت إلى انحسار انتصاراتهم فى المعارك الميدانية، ما أدى إلى تشقق الحركة الحوثية.

كل تلك المعطيات بدأت تكشف عن تأزم ادارة الحوثي لمناطق سيطرتهم حتى وبين مواليهم الذين تعلو أصوات بعضهم  بانتصارات وهمية وعندما توثق الصور الخسارات والانسحابات يدب الخلاف بينهم وتعلو أصوات التخوين وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي