أخبار الآن | نيويورك – أمريكا (أ ف ب)
اعلن مجلس الامن الدولي مساء الثلاثاء انه مستعد للتحرك فورا اذا لم يوقع رئيس جنوب السودان سلفا كير اتفاق السلام لانهاء النزاع المستمر في بلده منذ عشرين شهرا.
وكان متحدث باسم سلفا كير اعلن امس الثلاثاء ان رئيس جنوب السودان وافق اخيرا على توقيع اتفاق السلام مع المتمردين اليوم الاربعاء.
وقال اتيني ويك اتيني لوكالة فرانس برس ان رؤساء كينيا واوغندا والسودان ورئيس وزراء اثيوبيا "سيحضرون الى جوبا صباح غد (الاربعاء) لحضور قمة تستمر يوما واحدا، وسيوقع رئيس جمهورية جنوب السودان اتفاق السلام".
وكان زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشارالنائب السابق للرئيس وقع الاتفاق الاثنين الماضي ضمن المهلة المحددة لذلك.
وبعد اجتماع حول الازمة في جنوب السودان، اعلن سفير نيجيريا جوي اوغوو رئيس مجلس الامن للشهر الحالي ان الدول الاعضاء "اكدت استعدادها للتحرك فورا اذا لم يوقع الرئيس سلفا كير الاتفاق غدا كما سبق ان وعد".
واضاف السفير النيجيري "سنتحرك فورا اذا لم يوقع الاتفاق او اذا وقع الاتفاق مع تحفظات"، وتقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار ينص على فرض حظر اسلحة وعقوبات على جنوب السودان ما لم يوقع كير الاتفاق.
لكن روسيا والصين وعددا من الدول الافريقية تحفظت على النص وخصوصا في ما يتعلق بالعقوبات التي ستفرض على الشخصيات التي تتهم بعرقلة الاتفاق. لذلك تعد الولايات المتحدة لائحة باسماء الذين ستجمد ممتلكاتهم ويمنعون من السفر.
وقالت روسيا التي تشغل مقعدا دائما في المجلس وتتمتع بذلك بحق النقض (الفيتو) انه لن يكون هناك حاجة للقرار اذا وقع كير الاتفاق. وصرح مساعد السفير الروسي في الامم المتحدة بيتر ايليشيف "لا نحتاج الى هذا القرار اذا تحقق الهدف الرئيسي منه".
وكان سلفا كير وقع بالاحرف الاولى فقط النص الذي اعتبرته حكومته "استسلاما"، ويفرض الاتفاق اعلان "وقف دائم لاطلاق النار" بعد 72 ساعة من توقيعه.
وهو يقضي بمنح المتمردين منصب نائب الرئيس الذي يرغب مشار في العودة اليه بعد اقصائه منه في تموز/يوليو 2013 اي قبل ستة اشهر من اندلاع القتال.
ويدعو الاتفاق الذي يهدف الى وقف اشهر من العنف، الى تشكيل لجنة للمصالحة ومحكمة لجرائم الحرب بالتعاون مع الاتحاد الافريقي.
وقالت مبعوثة الامم المتحدة إلى جنوب السودان ايلين مارغريت لوي امام المجلس ان اتفاق السلام سيشكل اذا وقع الاربعاء "خطوة اولى فقط" مشيرة الى العديد من العقبات، محذرة من ان "السلام والاستقرار والازدهار لن تتحقق في جنوب السودان بين ليلة وضحاها".
واضافت رئيسة بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان انه يجب الاهتمام بالقتال بين المجموعات الاتنية الذي يبلغ درجة من العنف مماثلة للنزاع بين معسكري كير ومشار.
وفي ختام الاجتماع، قال السفير النيجيري للصحافيين ان بلاده تدعم حظرا على الاسلحة وشدد على ضرورة وحدة المجلس. وقال "من المهم العمل في انسجام تام، وبصوت واحد".
وبدأت الحرب في جنوب السودان في كانون الاول/ديسمبر عام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما اثار موجة من اعمال العنف امتدت من جوبا الى كل انحاء البلاد واتخذت احيانا طابعا اتنيا وشهدت ممارسات وحشية.
وتم ابرام سبعة اتفاقات لوقف اطلاق النار الا انها جميعها انهارت خلال ايام واحيانا ساعات، في البلد الفتي الذي استقل عن السودان في 2011.
ويحتاج اكثر من 70 في المئة من سكان جنوب السودان (12 مليون نسمة) الى مساعدات عاجلة. ونزح نحو 2,2 مليون من منازلهم، وفق الامم المتحدة التي حذرت من ان بعض المناطق مهددة بالمجاعة.
وتقدمت باقتراح السلام دول السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) والامم المتحدة والاتحاد الافريقي والصين وبريطانيا والنروج والولايات المتحدة.
وينص الاتفاق على مغادرة جميع القوات الاجنبية المشاركة في الحرب بما فيها القوات الاوغندية التي تدعم كير خلال 45 يوما، ومنح القوات العسكرية مهلة 30 يوما للتجمع مع اسلحتهم في الثكنات، اضافة الى اجراء مراجعة امنية قبل توحيد القوات.