أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أسماء حيدوسي)
تساؤلات كثيرة تدور حول إقتصاد داعش في ليبيا. وما هى مصادر تمويله التى حوّلته إلى أغنى تنظيم إرهابى فى التاريخ؟ أخبار الآن تبحث عن حقيقة مصادر تمويل داعش في ليبيا.
داعش فى سوريا أرسل الأموال والمدربين والمقاتلين إلى ليبيا بأعداد متزايدة، فى محاولة لتوسيع نفوذه و يبدو أن داعش في ليبيا يحاول بشتى الطرق البحث عن التمويل الكافي لاستمرار بقائه في الساحة الليبية….
يرجع تنامي نفوذ وسيطرة داعش الى عامل اقتصادي مهم ، متمثل في تعدد مصادر تمويل داعش التقليدية والمعروفة، بالاستيلاء على الموارد الطبيعية وتحديدًا النفط وتخصيصها، والاستفادة من عوائدها الضخمة لتمويل عملياته الإرهابية …
الإقتصاد الليبي الذي يبلغ حجمه وفقا لإحصاءات 2010 ,80 مليار دولار يعتمد على صادرات النفط بشكل شبه كاملة إلا ان الفوضى التي ضربت ليبيا مؤخرا تؤخر تطوير قطاع النفط والإستفادة منه إذ إعتاد داعش في سوريا و العراق على بيع ما يسيطر عليه من نفط عبر وسطاء في السوق السوداء و اليوم يسعى إلى تكرار تجربته في ليبيا أغنى الدول الإفريقية في مخزون النفط و الغاز.
من خلال التقارير و الدرسات التي اطلعت عليها أخبار الآن تمكنا من حصر مصادر تمويل داعش في ليبيا التي تتمثل في عوائد اختطاف المواطنين الغربيين الأجانب، ومساومة ذويهم ودولهم على الإفراج عنهم مقابل ملايين الدولارات كفدية. وقد ذكرت بعض التقارير الصحفية أن عوائد هذه الطريقة بلغت أكثر من 25 مليون دولار سنويًّا.
و نهب الموارد والسلع من الأماكن التي يسيطر عليها من مثل المستشفيات، ومراكز تسوق، ومطاعم، ومرافق الكهرباء والمياه في هذه المناطق، وهي المرافق التي توفر لها عوائد تُقدر بالملايين كل شهر.
اضافة الى عوائد تهريب الأسلحة، والآثار والاتجار في البشر؛ إذ أكدت تقارير دولية أنَّ داعش يستغل بالفعل الفوضى في ليبيا ويعمل في مجال تهريب البشر وتهريب المهاجرين، إذ إن الشخص الراغب في عبور البحر المتوسط يضطر لدفع مبلغ مالي لداعش يعادل الـ1000 دولار.
أما آثار ليبيا فلم تسلم من ممارات داعش الإجرامية لتكون واحدة من مصادر تمويله اذ رصدت تقارير صحافية أمريكية في مارس أبريل/ نيسان 2015 قيام داعش في ليبيا بالتنقيب بمحاذاة ساحل المتوسط في محيط درنة و سرت قرب المناطق التاريخية مثل منطقة "لبتس مغنا" من أجل الحصول على الأثار وبيعها. كما أن داعش يتبع أسلوب إبتزازالفلاحين والموظفين في ليبيا و يجبر غير المسلمين على دفع الجزية، بصورة أدت إلى تهجير الآلاف منهم.
ليبيا كنز إقتصادي ينعش إقتصاد داعش…وهي تمثل تحولاً نوعياً لداعش و قادته وتعد نقطة انتقال جغرافية بالغة الأهمية …فبأراضيها الشاسعة تغري التنظيم بالتأسيس لنفسه من دون معاناة او ضغوط عسكرية كبيرة، خصوصا أن جزء كبير من الأراضي الليبية تسيطر عليه بالفعل ميلشيات متطرفة تشاطر التنظيم قدرا كبير من أفكاره وتطلعاته.