اخبار الآن | القاهرة – مصر – (رانيا الزاهد)

قضى قاضي بريطاني، الجمعة، بوضع فتاة، تبلغ من العمر 16 عاما، في دار رعاية بعيدا عن عائلتها التي تؤيد الفكر الداعشي المتطرف في محاولة لحمايتها.

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن منزل العائلة مليء بشعارات تنظيم داعش كما تم العثور على كتب تعليمية حول كيفية صنع القنابل وصور لعمليات قطع الرؤوس في منزل الفتاة.

وقال القاضي جاستيس هايدن ان الفتاه تعرضت لاضرار نفسية كبيرة بسبب اهلها، حيث تعاني من "الأذى النفسي والعاطفي بسبب تعرضها للتطرف ومحاولة ارسالها إلى سوريا لتصبح عروس احد عناصر تنظيم داعش".

وقال قاضي المحكمة العليا انها في حاجة إلى الاقامة في مكان أمن لتتعافى من التأثير الضار لهذا الفكر المتطرف عليها. وقرأ القاضي قائمة الوثائق المتعلقة بالإرهاب والتي عثرت عليها الشرطة ضمن ملفات إلكترونية داخل منزلها، بعضها كان يخص الفتاة والبعض الاخر يخص أشقائها، كما عثرت الشرطة على مقاطع فيديو على هواتف والديها لمحاضرات تحريض على شن هجمات مسلحة على غير المسلمين.

وأشارت الصحيفة إلى أن رحلة الفتاة إلى سوريا توقفت في ديسمبر الماضي من قبل ضباط مكافحة الإرهاب الذين منعوها من الصعود على الطائرة المتجهة الى تركيا من مطار هيثرو.

وابدى والديها استعدادهم للتعاون مع الشرطة والأخصائيين الاجتماعيين في المحكمة للسماح لها بالعودة إلى منزل العائلة لتخضع لجلسات تعليمية في المنزل.

وقال اهل القتاة في الجلسة، أنهم فعلوا كل ما في وسعهم لمنع أبنائهم من اتباع الفكر المتطرف، لكن ابنتهما حصلت على كتاب الكتروني عنوانه "44 طريقه لدعم الجهاد"، كما عثرت الشرطة على دليل حول كيفية تجنب أمن المطارات، بما في ذلك فصل خاص للنساء الشابات الراغبات في السفر إلى سوريا.

محكمة بريطانية تعزل فتاة عن عائلتها بسبب افكارهم الداعشيةمحكمة بريطانية تعزل فتاة عن عائلتها بسبب افكارهم الداعشية

كما كشفت الشرطة عن تحميل احد أشقاء الفتاة التقارير الإخبارية عن الرجال الذين ينتظرون الموت من قبل عناصر داعش وتقارير أخرى عن عملية قطع الرؤوس.

وعن وضع الطفلة في دور الرعاية الخاصة، قال القاضي: "لا يوجد اي احتمال ان تعيش هذه الفتاة في بيئة نفسية وعاطفية وفكرية مستقرة وأمنة من الفكر الجهادي في هذا المنزل، وذلك بسبب عدم مراعاة والديها الأمانة في طريقة تربيتها".

وقال القاضي هايدن: "ان ما حدث للفتاة ليس انتهاك جسدي ولكنه انتهاك فكري لا يقل خطورة عن الايذاء الجسدي"، وذلك في اشارة الى مدى خطورة حالة الفتاة التي كادت أن تتحول حياتها لمأساة بعد أن كانت تحلم بدراسة الطب.

وقال القاضي إن الفتاة، والتي يشار لها في الاعلام باسم "بي"، أرسلت له رسالة تخبره فيها بولائها القوي لعائلتها والرغبة في البقاء في المنزل.

وخرج والدي الفتاة وبعض اخوتها بكفالة بعد القبض عليهم للاشتباه في حيازتهم معلومات من شأنها أن تكون مفيدة لأولئك الذين يخططون لارتكاب أعمال إرهابية. وأمر القاضي هايدن أمس بتسليم جوازات سفر العائلة لشرطة سكوتلاند يارد.

وأضاف هايدن: "يتم اغراء الفتيات الصغيرات بمستقبل مشرق داخل احضان تنظيم داعش وذلك بسفرهن كعرائس لعناصر التنظيم، لكن الواقع أن مستقبل هؤلاء النساء في سوريا، لا يحمل سوى الاستغلال والتدهور و الموت".