أخبار الآن | كابول- أفغانستان ( وكالات الأنباء الأفغانية )
كشفت لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب الأفغاني أن طائرة تابعة لشركة "آريانا" للطيران المدني في أفغانستان،
تم تأجيرها إلى شركة إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني بغية نقل المسافرين من كابل إلى مشهد وبالعكس ، ولكن خلافا للاتفاقية المبرمة بين الشركتين الأفغانية والإيرانية، استُخدمت الطائرة منذ قرابة شهر في نقل المقاتلين الملثمين من إيران إلى العراق وسوريا، بحسب ما نشرته وكالات الأنباء الأفغانية يوم الأربعاء الماضي .
وكشفت وكالة "بُخدي" الأفغانية للأنباء أن أصابع الاتهام تتجه لشركة "ماهان سبهر" الإيرانية للطيران التابعة للحرس الثوري والتي استأجرت الطائرة من شركة "أريانا" الأفغانية.
وأكد رئيس لجنة شؤون النقل والمواصلات في مجلس النواب الأفغاني، قیس حسن، امتلاكه أدلة تؤكد أن "ماهان سبهر" استأجرت طائرة تابعة لـ"آريانا" بهدف نقل المقاتلين الملثمين من إيران إلى العراق، وقامت فعلاً خلال الشهر الماضي برحلات عدة بين العراق وإيران نقلت خلالها مقاتلين.
وأوضح المسؤول الأفغاني أن طائرة "آريانا" طارت من كابول إلى مشهد، ومن مشهد إلى بغداد والنجف عدة مرات خلال الفترة الماضية. ونقل المسؤول الأفغاني عن طاقم الطائرة قوله إن السلطات الإيرانية لم تسمح لهم بمشاهدة الركاب أو سؤالهم عن أي شيء.
وشرح حسن أن تأجير الطائرات الأفغانية لأية جهة ليس مخالفاً للقانون، لكن يجب التحقق من مقصد هذا التأخير وطبيعة استخدام الطائرة الأفغانية المؤجّرة.
ووفقًا للتسريبات الإعلامية الأفغانية، فإن طاقم الطائرة الأفغانية قال عن الأشخاص الذين يتم نقلهم إنّهم "مسلحون ملثمون يقاتلون في العراق وسوريا لصالح إيران".
ومن جانبه، قال وزير النقل والمواصلات الأفغاني، محمد الله بتاش: "إذا كانت الطائرة الأفغانية قد قامت بنقل ركاب مشبوهين، فيجب إجراء تحقيق في الحادثة بصورة جدية"، مشيرا إلى أن "الموضوع سياسي ويتّصل بالمصالح الوطنية العليا، وإذا ثبت ادعاء المسؤول، فيجب تقديم المتورطين في القضية إلى العدالة والقانون". ومن جانبها لم تعلق السلطات الإيرانية على هذا الادعاء رسميا.
أما رئيس القسم الإداري لطيران "آريانا" امید مستور، فاحتج على ما فعلته إيران، قائلا: "إيران استخدمت الطائرة خلافا للاتفاقية المبرمة. وكنا قد أبرمنا اتفاقية تنص على أن تدفع شريكة ماهان سبهر مبلغ 10 آلاف دولار شهريا لنقل المسافرين من كابل إلى مشهد وبالعكس".
وشكا مستور من أن الشركة الإيرانية ترفض حالياً تسديد المبالغ المترتبة عليها للشركة الأفغانية التي تصل إلى نحو مليوني دولار، وذلك بعد أن انكشف أمرها.
وبعد انكشاف أمر استخدام الطائرة لنقل المقاتلين، توقفت الرحلات إلى العراق لكن الرحلات إلى إيران لم تتوقف حتى الآن، غير أنها قد تتوقف إذا ما أصرت الشركة الإيرانية على عدم تسديد الديون المترتبة عليها للشركة الأفغانية.
وكان مسؤولون أفغان قد وجّهوا اتهامات إلى السلطات الإيرانية في الآونة الأخيرة بأنها قامت بتجنيد اللاجئين الأفغان ونقلهم إلى العراق وسوريا للقتال لصالح النظامين.
وبحسب المعلومات المتداولة على بعض المواقع، فإن رئيس شركة "أريانا" للطيران، محمد داود، الذي تم تعيينه مجدداً في منصبه، كتب رسالة إلى مجلس الشيوخ والبرلمان الأفغانيين ومسؤولين كبار في الحكومة بشأن هذه القضية، مشيراً في رسالته إلى استخدام إيران للطائرات الأفغانية بطريقة "غير شرعية" لنقل مسلحين إلى العراق.
وأوضح داود، في رسالته، أن السلطات الإيرانية لم تسمح لطاقم الطائرة بأن يسألوا عن ماهية الرحلة أو هوية من كان يتم نقلهم إلى العراق. كما لم يتمكن طاقم الطائرة من رفع القضية إلى الجهات المسؤولة في الحكومة الأفغانية، إذ إنها "حصلت بالتواطؤ مع بعض المسؤولين في الشركة الأفغانية، وبالتالي كان طاقم الطائرة يخاف على وظيفته".