أخبار الآن | الأنبار – العراق – (وكالات)

تواجه العملية العسكرية التي أطلقتها القوات العراقية مدعومة بميليشيات الحشد الشعبي لتحرير الأنبار من مسلحي داعش، انتقادات طالت فرص نجاحها وخوفت مما قد تجره من أعمال انتقامية.

ويرى خبراء أن فرص نجاح العملية لا تتجاوز 50 بالمئة، مخوفين من إمكانية احتفاظ داعش بالمناطق التي تسيطر عليها. وعزا الخبراء توقعاتهم غير المتفائلة، إلى عدم إشراك أبناء عشائر الأنبار في العملية العسكرية، رغم وصول عدد المتطوعين من هؤلاء إلى نحو 7 آلاف رفضت الحكومة العراقية تسليحهم.

وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت قد اتهم الحكومة الاتحادية بعدم الجدية في تسليح أبناء العشائر لمحاربة تنظيم داعش في المحافظة، مبينًا أن عشرة آلاف متطوع جاهزون لمقاتلة التنظيم الإرهابي. وقال كرحوت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «معسكر الحبانية هو المعسكر الوحيد الذي يتدرب فيه المتطوعون من أبناء العشائر»، مبينًا أن «أجهزة الحكومة الأمنية لا تتابع متطوعيها بالشكل الإيجابي».

من جانب آخر، أكد مسؤولون حكوميون وشيوخ عشائر في محافظة الأنبار أن الحكومة مصرّة على تأخير إشراك عشرة آلاف متطوع من أبناء المحافظة في معارك تحريرها رغم خبرتهم في قتال تنظيم داعش التي اكتسبوها من خلال معاركهم التي استمرت عاما ونصف العام في الدفاع عن محافظتهم ضد التنظيم وقبلها نجاحهم في قتال تنظيم القاعدة عام 2007 وطرده من كل مدن الأنبار.

وقال القيادي في صفوف العشائر التي تقاتل «داعش» في محافظة الأنبار، عمار العيساوي، إنّ «الحكومة ليست جادة في تحرير محافظة الأنبار، وعلى ما يبدو فإن معسكر المتطوعين من أهالي الرمادي سينتهي قريبا من دون إشراك المتطوعين في المعارك، علما بأن المتطوعين قد أنهوا تدريباتهم المقرّرة». وأضاف العيساوي أن «المتطوعين سيسأمون الانتظار داخل المعسكر دون تدريب فعال أو تسليح أو حتى رواتب، الأمر الذي سيتسبب في إحباط كبير لهم يؤثر على معنوياتهم، مما يدفعهم إلى ترك المعسكر، بعد أن فقدوا أي دور لهم، الأمر الذي تريده الحكومة».

وأشار العيساوي إلى أن «التوجه الحكومي هو منع أبناء الأنبار من المشاركة في أي معركة، لكنها لا تعلن ذلك صراحة، بل تسعى إلى حل عسكرهم تدريجيا»، مستغربا «تصرفات الحكومة، وكأنّها تتعامل مع خصوم وليس مع شعب تحكمه هي، وتحاول أن تظهر للعالم أنها تدرب أبناء العشائر في الوقت الذي تمنعهم فيه من دخول المعارك»، مشيرا إلى أن الحكومة «لديها مخطط لضرب الفلوجة فقط، الأمر الذي يحتم عليها عدم إشراك أبناء المحافظة، ومن ثم ستترك محافظة الأنبار كما تركت الموصل، وتكتفي بالحديث عن الاستعدادات لتحريرها»