أخبار الآن | تونس – تونس – (خاص)
"الإرهاب لا دين له"، شعار تتبنّاه الدول والأديان وسط نشاز العزف الإرهابي المنفرد. وتونس واحدة من هذه الدول التي تتلمس طريقها نحو الاستقرار السياسي لتهتزّ في كل مرة بفاجعة تضربها في العمق، هي اليوم تقف في وجه الإرهاب مستدعية أشقّاءها و ضيوفها من كل العالم لتبلغ رسائل تشترك فيها معهم لسان حالها يقول الإرهاب أيضا لا وطن له.
إنها ساحة القصبة و المناسبة تحضير مائدة رمضانية عالمية لإفطار جماعي في تونس، كردة على الضربة الإرهابية الأخيرة، وهي مناسبة كانت قد برمجت في الأصل منذ حادثة باردو.
-محمد علي التّومي رئيس الجامعة التونسية للأسفار قال :"من خلال هذه المأدبة و من خلال هذا الجو الرمضاني أحببنا تقريب الإسلام الحقيقي من الناس كما عشنا و تربينا."
خمسة و عشرون دولة و خمس مائة سائح أجنبي جاؤوا للإفطار إلى جانب ممثلي الديانات التوحيدية الكبرى الإسلام و اليهودية و المسيحية للتعبير عن تضامنهم و توحدهم ضد الإرهاب المناهض للإنسان و الوجود.
ايلاديو انتونسياتسي رئيس أساقفة تونس للكاثوليكية قال :" الذين يؤمنون بالله من المفروض ان يقبل كل واحد منهم الآخر كما هو بغناه ،بقوته و ضعف و الكل متفق أنّ لكلّنا ضعف."
الكل هنا متفق أن للإرهاب أسباب هي في النهاية مسؤولية جماعية لابد من الوقوف عليها للوصول إلى حل ، فظاهرة الإرهاب لا تهدد تونس فحسب بعد أن كانت الضربة متزامنة مع مثيلتيها في فرنسا و الكويت.
الشيخ عبد الفتاح مورو النائب الأول لرئيس مجلس النواب قال :"الجميع الآن يشعر بأن هذا الإرهاب الذي أمكن له أن يصيبنا بمقتل في بعض المناسبات لم يستطع أن يستفحل فينا إلا بسبب خلافنا."
أعضاء الحكومة التونسية و الوزراء و رؤساء الأحزاب و السفراء و كل ممثلي القطاع السياحي و كل الحساسيات و التيارات السياسية و الدينية تحاول اليوم مساندة بعضها البعض باحثة لنفسها عن عزاء.."
لقاء رمضاني بنكهة لقاء و التقاء سياسي و ديني قد يبعث الأمل في نفوس التونسيين و يداوي جراح من فارقوا أحبتهم في حادثة سوسة الشنيعة، هاهم اليوم هنا أيضا يتحدون الحزن و ثقافة الموت.
هووسي ثيريرا سانتث سائح اسباني من احد عائلات الضحايا قال :"أبي و أمي ، كلاهما قتل…و نحن هنا اليوم مع هؤلاء الناس من كل العالم ليساندوننا و نساندهم ضد هذه الوحشية التي لا تمثل شعب تونس."
لكن السؤال المطروح اليوم ، هل تكفي لقاءات كهذه يصورها الإعلام و يروج لها في واقع مشاكله تحتاج تباحثا جديا لإيقاف نزيف الإرهاب و البداية كانت في أفغانستان فالعراق فسوريا دون أن نعلم من دور الآتي.