أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (خاص)

أكدت المتحدثة ُباسمِ مفوضية شؤونِ اللاجئين سيلين يونال ان اللاجئين السوريين الذين وجدوا أنفسهم في بلدان كتركيا سكانها يتحدثون بلغة غير لغتهم يعانون من أزماتٍ انسانية متعلقة بمستقبلِهم وطريقةِ طلبهم للعيشِ رغمَ ما قدمته تلك البلدان من خدماتٍ انسانية  لتأمينِ عيش وحمايةِ  أكثر من مليون  وثمانمئة ألف لاجئ سوري دخلوا تركيا وحدها 

نحن نتحدث عن أشخاص تركوا بيوتهم وكل شيء خلفهم ووجدوا أنفسهم في بلد أخرى غير بلادهم. على سبيل المثال، بما أننا نتحدث عن تركيا بالأخص، فقد وجد اللاجؤون أنفسهم في بلد لا يتحدثون اللغة الرسمية فيها، ونحن نتحدث عن ما لا يقل عن مليون وثمانمئة ألف لاجئ سوري في تركيا، وغالبيتهم من الأطفال والنساء. نحن نتحدث عن أشخاص غالبيتهم من الأطفال ويبحثون عن فرص لكي يبدؤوا حياتهم ويرسموا مستقبلهم. للأسف هذه الأزمة قائمة منذ أكثر من أربع سنوات، ونحن نحاول قدر المستطاع تأمين فرص لهؤلاء اللاجئين لكي يعيشوا حياة طبيعية.

فيما يتعلق بالقصص التي رأيناها، نحن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين منذ
بداية هذه الأزمة في عام 2011 ، بينما كانت تركيا هي أول البلدان التي حملت على عاتقها مسؤولية الاهتمام بشؤون اللاجئين السوريين وتقديم المساعدة لهم، علماً انه لدينا علاقات قوية جداً مع السلطات التركية، ونحن ممتنون جداً للسلطات التركية لتأمينها الحماية والرعاية لهؤلاء المليون وثمانمئة ألف لاجئ سوري داخل تركيا، حيث قدمت لهم حماية مؤقتة، مما يعني أنها قدمت لهم التعليم والرعاية الصحية وبعض الخدمات الاجتماعية. نحن نحاول مساعدتهم في ذلك، لذا نحن نقوم بزيارة المخيمات، ونحاول تقديم ما نستطيع من الدعم، وبالطبع نسمع الكثير من القصص منهم والكثير من هذه القصص يفطر القلب، عندما نرى الأطفال وهم يحاولون إكمال تعليمهم وإبقاء الأمل حياً داخلهم، ينظرون في عينك ويقولون: 
متى سنتطيع العودة إلى منازلنا؟
واحدة من القصص التي أثارت مشاعرنا السنة الماضية في شهر سبتمبر- أيلول، عندما استقبلت تركيا أكبر دفعة من اللاجئين من عين العرب وباني والتي كانت قرابة مئتي ألف لاجئ في غضون أسبوع واحد، وهذا الرقم صادر من السلطات التركية.

كان اللاجؤون في منازلهم بالأمس وعندما استيقظوا بالصباح وجدوا أنهم قد عبروا الحدود إلى بلد آخر، وكان هناك طفل صغير والذي كان لتوه قد عبر الحدود التركيا، وكنت أتحدث معهم وأحاول تقديم بعض الطعام والشراب، كنت فقط أسأله عن إسمه، ولكنه لم يكن يستطيع التحدث معنا، كان يبلغ من العمر ما يقارب الثمان سنوات، وقد أخبرتنا أمه أنه مصاب بصدمة نفسية مما رآه وأنه غير قادر على الكلام.

نحن بالطبع لا نريد أن يعيش الأطفال هذه المواقف والأوقات العصيبة، ولكن للأسف الشديد نحن نتحدث عن ما يقارب أربعة ملايين شخص في المنطقة ممن عاشوا هذه المواقف الصعبة.

نحن نحاول قدر المستطاع تقديم الدعم للحكومات التي تستضيف اللاجئين في أكثر من مجال، على سبيل المثال تقديم الدعم النفسي فهو أمر مهم جداً، وهناك أخصائيين إجتماعيين يقدمون المساعدة والدعم للسلطات التركية في مساعدة وتأمين مستقبل هؤلاء الأشخاص الذين تأثروا.

عندما تتحدث مع هؤلاء الأطفال داخل المخيمات، على الرغم من أنهم يتلقون التعليم ولكنهم يقولون: "مهما كانت المساعدة التي تقدمونها جيدة هنا في المخيمات في تركيا، لكننا نريد العودة إلى منازلنا" ، وهذا امر بسيط و واضح جداً، يريدون العودة إلى منازلهم وإلى بلادهم.

سألنا المعلمين عن ردة فعل هؤلاء الأطفال عند دخولهم إلى تركيا، وقالوا أن الأطفال يبدؤون دائماً بالسؤال: متى سوف نعود إلى منازلنا؟ وإلى متى سنبقى هنا؟ ومن الصعب أن يجاوب المعلمين على هذه الأسئلة.