أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)

بعد عام واحد من استيلاء تنظيم داعش على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، تغرق البلاد في مستنقع آخذ في الاتساع حيث يحتاج أكثر من ثمانية ملايين شخص الآن إلى المساعدات المنقذة للحياة.

وبعد سقوط الموصل في شهر يونيو الماضي، فر نصف مليون شخص من ديارهم، وانضموا بذلك إلى حوالي 400,000 شخص نزحوا بسبب القتال الدائر بين ما يسمى بتنظيم داعش والقوات الحكومية في محافظة الأنبار، الذي بدأ في شهر يناير.

وفي هذه الذكرى نتسائل عن أسباب سقوط هذه المدينة الكبيرة، وما تحتاجه الآن من أجل تحريرها، وماذا حل بها بعد سيطرة داعش عليها، كل هذا أجاب عليه الخبير العسكري الدكتور أحمد الشريفي، خلال لقاء عبر الأقمار الصناعية، قال فيه إن الأزمة السياسية الحاصلة في حكومة البلاد، دفعت إلى انهيار الوضع الأمني والعسكري في الموصل، وهو ما سهل على التنظيم احتلال المدينة.

وأضاف الشريفي، أن الأداء السياسي لا يرتقي إلى مستوى توظيف الطاقات البشرية في ساحات القتال، علما أن أبناء مدينة الموصل يتمتعون بقدرات عسكرية عالية، قد تساهم بشكل كبير في تحرير المحافظة.

وأشار الخبير العسكري، أن الجيش العراقي في الوقت الحالي بات يتمتع بجاهزية كاملة، كما أنه بات يستخدم خططا حربية في مواجهة هذا التنظيم، وأسلوب العزل والتطويق، بحيث يحرم التنظيم من إجراء أي مناورة على محاور أخرى. وهذا ما يسهل على الجيش اصطيادهم.

وعن أبرز الانتهاكات التي ارتكبها التنظيم بحق أهالي الموصل، قال الشريفي إن التنظيم اعتمد أسلوبين خلال سيطرته على المدينة، وهما الإكراه السلبي أو الإكراه الإيجابي، وأوضح الشريفي أن الإكراه الإيجابي هو قيام التنظيم بإغراء الأهالي بوظائف ومبالغ معينة، أما الإكراه السلبي، فهو استخدام القوة، وانتهاج التنظيم إلى تجنيد الأطفال، واستهداف النخب من خيرة الأطباء والاساتذة، وهو استنزاف للكوادر العراقية في هذه المحافظة.