أخبار الآن | اللاذقية – سوريا – (أيمن محمد)
ما إن تمكن الثوار في سوريا من استعادة السيطرة على ريف إدلب، وصولاً إلى جسر الشغور، حتّى بات نظام الأسد محاصراً في منطقة الساحل السوري، والذي يتخذ منها معقلاً بديلاً يتطلع من خلاله إلى بناء دولته المنشودة، والتي لم يعد الحديث عنها سرّاً يخفى على أحد.
ضغوط تكاد ترقى لدرجة الاشمئزاز من سلوكيات النظام تجاه مقاتليه ومؤيديه، متجاهلاً تضحياتهم في سبيل بقاء الأسد على عرشه، هو ما دفع أحد المصادر العسكرية من داخل اللواء 107 في منطقة راس الشمرا في مدينة اللاذقية، إلى الخروج عن صمته وتسريب ما قد يكون معروفاً للبعض لكنّه غير معلن حتى اليوم.
يقول المصدر العسكري، والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية" لـ"أخبار الآن" إن شاحنات أسلحة كيماوية، تحتوي على آلاف القنابل الكيميائية الجوية، تمّ نقلها إلى كل من اللاذقية وطرطوس، محمّلة بغاز السارين، والتي تقصف بها طائرات من طراز سوخوي 22، وسوخوي 24، وميغ 23 ، إضافة إلى ما يقارب المئة رأس حربي مخصص لصواريخ بالستية بعيدة وقصيرة المدى.
ويضيف المصدر إن "الشحنات تحتوي على غاز الخردل وغاز التابون، وغاز “VX”، وغاز الإيبيريت Iprite، وأحدث أنواع غازات الأعصاب، تمّ تخزين جزء كبير منها في كل من اللواء 107، واللواء 71، واللواء 110 في منطقة رأس الشمرا في مدينة اللاذقية، إلى جانب كتيبة القوات الخاصة في قرية المراح في مدينة طرطوس"، ما يطرح تساؤلاً مفاده، لمَ اختار النظام هذه الألوية والكتائب تحديداً؟
بحسب محللين عسكريين واستراتيجيين، فإن هذه الألوية تعدّ من أقوى وأهم القواعد العسكرية بالنسبة لقوات النظام في الساحل، لضمّها صواريخ بحرية، وعلى الرغم من عدم وجود مطارات وفرق عسكرية ضخمة في الساحل، إلا أن المنطقة ديموغرافياً وجيوسياسياً، تخدم النظام، وتعقد المهمة على الفصائل المقاتلة، فهي إمّا تتربع على تلال مرتفعة، أو تصنّف المناطق التي تحتويها على أنها موالية للنظام، ما يجعل أمر السيطرة عليها أمراً صعباً ما لم تنهار دعائم النظام في كافة أرجاء سورية.
وفي سياق متصل، أشار المصدر العسكري إلى أن النظام نقل نصف مخزون الفرقة الرابعة -المصنفة كأقوى وأخطر الفرق العسكرية في سوريا، والتي يقودها ماهر الأسد- والمقدّر عدده بـ"900" دبابة حديثة إلى السّاحل السوري، وذلك بعد مقتل هلال الأسد قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية، ورئيس الشرطة العسكرية في الفرقة الرابعة، وذلك خلال المعارك مع الجيش الحر في بلدة كسب الحدودية مع تركيا.
ودعا نشطاء عبر "أخبار الآن" إلى إرسال خبراء تفتيش للأسلحة الكيماوية إلى الألوية المذكورة في الساحل السوري من أجل الوقوف على هذه التسريبات، ومنع النظام من ارتكاب أي مجزرة كيماوية ضد مناطق المدنيين بغية اتهام الثوار وإلزاق التهمة بهم، مستشهدين بما حدث في منطقة خان العسل في حلب، عندما استخدم نظام الأسد السلاح الكيماوي واتهم الثوار حينها بقصف مناطق المدنيين.
ويبقى التساؤل مطروحاً حول دلالات نقل الأسلحة الكيماوية والاستراتيجية إلى السّاحل، والتي قد تشير إلى اقتناع الأسد أن معقله الأخير والوحيد هو منطقة الساحل، سيما بعد سلسلة الانتصارات التي حققها الجيش الحر وصولاً إلى تخوم المنطقة، فهل يبني الأسد امبراطورية كيماوية على تلال الجماجم والدّم السوري؟