أخبار الآن | حمص – سوريا (جابر المر)

في الذكرى الثالثة لمجزرة الحولة التي قامت من خلالها ميلشيات النظام بذبح الأطفال والنساء في المدينة الحمصية في 25/5/2012. لم تنته معاناتها بانتهاء المجزرة إنما مازلت ترزح إلى اليوم تحت أعباء الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام والقرى المحيطة الموالية له، عدا عن قصف الطيران المتكرر لها، ولعل أبرز كوارث المنطقة اليوم وبعد مضي ثلاثة أعوام على المجزرة هو تفشي مرض الجرب.

نقص المياه ..

جفت الآبار في منطقة الحولة وريفها منذ أشهر عديدة ، وتعرضت شبكات المياه لقصف ممنهج من قبل النظام قاصدا بذلك فرض حصار العطش على الأهالي، وبعد أن كانت المدينة تشتهر بكثرة مياهها باتت تعاني من شح شديد في المياه والذي يعد المسبب الأول لأي مرض أو جائحة تحل بالمنطقة، حيث اضطر الأهالي إلى حفر آبار تكلفهم الكثير من الجهد والمال كي  يستخرجوا مياهً ملوثة لا تصلح لأي استخدام، تقول "مرام": "المياه القليلة التي نحصل عليها بشق الأنفس لا تكفينا للطعام والشراب والاستحمام والغسيل، ونوزعها كل مرة بطريقة، مع علمنا أنها لا تصلح لأي استخدام على الإطلاق، فهي مياه قذرة وملوثة".

يرجع معظم أطباء المنطقة اليوم انتشار جائحة الجرب إلى تلوث المياه وشحها، حيث أنها المسبب في المرض ولا تستطيع أن تكون مساعدا على العلاج منه كما تستخدم المياه عادة في المناطق التي تعيش حياتها الكاملة.

نقص المستلزمات الطبية ..

يسعى المكتب الطبي في مدينة الحولة إلى تأمين الرعاية الطبية في كل أزمة ونوبة، لكن نقص الإمكانات في ظل الحصار المفروض عليهم، ونقص المستلزمات الطبية خاصة يشعر الأطباء القائمين على المشفى بالعجز التام عن تقديم أي فعل أو أي عون، حتى لو كانت المسألة متعلقة بدواء للجرب بإمكانه انهاء الجائحة بابسط الوسائل، وفي تصريحات له يقول "ياسر العباس" أحد أعضاء المكتب الطبي في مدينة الحولة: "نعطي الأهالي كميات قليلة من الكورتيزون، وننصح الأهالي باتباع الطرق البدائية في الإعنتاء بأنفسهم".

لا تقف مشاكل المكتب الطبي في الحولة عند نقص الأدوية، إنما تتعداها ليكون نقص الطواقم دافعا لبؤس المكتب الذي يعمل من دون أن ييأس، حتى لو لم يمتلك سيارة لنقل مصابي القصف إلى المكتب الطبي، هكذا تتراكم مشاكل المكتب الطبي في الحولة حتى يصبح غير قادر حتى على علاج الجرب أو الحد من انتشاره.

خطورة المرض ..

يعد الجرب من اخطر الأمراض وأكثرها قابلية للعلاج حيث يشير الأطباء إلى إمكانية علاج المرض خلال ثلاثة أو أربعة أيام، أما والوضع في الحولة من الكارثية بمكان لا يوجد معه أدنى مقومات العلاج ومستلزماته فإنه من الممكن أن يؤدي المرض لوفاة المريض مع الأيام، يقول طبيب الجلدية محمد فانوس: " تكمن مشكلة الجرب في سرعة انتقاله، عن طريق الملامسة، إلى استخدام حاجيات المريض بأي وسيلة". الأمر الذي جعل اكثر من 80% من اهالي الحولة يصابون بالمرض بمجرد ظهروه بينهم".

تفرض ظروف الحياة الصعبة على محاصري الحولة استخدام الطرق البدائية في علاج هذا المرض، كالتعرض لأشعة الشمس لأطول فترة ممكنة ومحاولة تعقيم المياه بأي وسيلة كانت والاكثار من الاستحمام بالماء والصابون، لكن أسس التعامل مع المرض تتطلب علاجات بسيطة لا يستطيع أهالي الحولة تأمينها، تقول "أم محمد": :لقد أصيبت عائلتنا بالكامل، ونحنا نخشى تطورات المرض، الماء ملوث ولا يمكن الاستحمام به ولا نظن الجلوس مطولا بالشمس سيقدم لأجسادنا العلاج بل ربما يحد من فعالية المرض لا أكثر".

عام ثالث يمر على المجزرة وما زال الأسد يثبت لعالم فقأ عينيه وأصم أذنيه أنه أكثر إجراما مما كان يعتقد الجميع.