أخبار الآن | إدلب – سوريا – (مصطفى جمعة)
تملأ جدران مدينة إدلب شعارات ورسومًا تمجد النظام السوري. فالصور التي تقدس رأس نظام الأسد فُرضت على أهالي المدينة، ولم يتجرأ أحد على إزالتها عن المنازل والمحال التجارية والتي كان الهدف منها زرع الخوف في نفوس أهالي المدينة. بعد سيطرة الثوار على إدلب أزيل قسم كبير من الصور وتغيرت الشعارات المرسومة على الجدران. مزيد من التفاصيل في تقرير مراسلنا مصطفى جمعة.
انجو بنفسك فلا حياة لمن تنادي, أيقن ضباط و جنود النظام أن هذه الرسومات و الأقاويل لن تغني عنهم من هجمة الثوار الأخيرة على إدلب, فبدؤوا بالإنسحاب فرادا, تاركين خلفهم أساطير وهمية, وعبارات ملأت كل جدار في المدينة, فمناشداتهم لنقاط النظام القريبة بمؤازرتهم لم تلقى رداً, فما عسى المتاريس والصور تفعل.
ولن تصلك الصورة الحقيقية للاحتلال الفكري, الذي عمل النظام على ربطه بمسألة الحرب على الإرهاب طيلة أربعة أعوام, إلا عندما تتجول في المدينة, وتتساءل عن الهدف الرئيسي من تلك الصور والرسومات برأي الأهالي.
يقول سعيد المواطن السوري: "الناس كانت تعتبرها لزرع الخوف داخلها, إلى أين ما ذهب المواطن سيجد الصور والأقاويل بوجهه, إن كان للسوق أو المنزل أو العمل, والخدف منها بالأحرى زرع الخوف والقلق داخلياً, ولكن أهالي مدينة إدلب كانوا على درجة من الوعي, وعادت الناس إلى دينها وضميرها, ولم يبقى للنظام داخل إدلب سوا الأعلام والرايات والأقاويل".
هنا وهناك، وحتى على أبواب المحال التجارية في السوق الرئيسي بمدينة إدلب, ترى أعلام النظام وقد رسمت, مشكلة كابوساً ما يلبث أهالي المدينة أن يستفيقوا منه, حتى يصبحوا على بروموغاندا جديدة تتكلم عن المقاومة والممانعة المزعومتين, أينما توجهنا يحدثنا البعض عن طريقة وضع تلك الرسومات والصور, أكانت برضاء الأهالي؟.
يقول أبو بدر المعتقل سابق لدى النظام: "لقد وضعوها بالقوة, صورة بشار ووالده وضعت بالقوة وبالإكراه, وأيضاً رسم الأعلام كذلك الأمر, وأنا إعتقلت لأجل إزالة صورة, لقد أزلتها وفي اليوم التالي أتى الأمن الجوي وقام بإعتقالي".
ومع سيطرة الثوار الكاملة على مدينة إدلب, أزيل قسم منها ومزق آخر, وحطمت التماثيل, ووضع بعض منها على أرصفة الطرقات, للتذكير بما كان يجري بالمدينة, فلربما تأخذ المدن الأخرى العبرة مما جرى في إدلب, فذكر إن نفعت الذكرى.
اليوم ينام أهالي مدينة إدلب قريري الأعين, بعيداً عن الكابوس المتجسد بهذه الرسومات والصور, والتي كانت هدف النظام منها, زرع الخوف والقلق عند الأهالي ضمنياً.