أخبار الآن | الرياض – السعودية – (صحف)
تعليقاً على معركة "عاصفة الحزم"، قال الباحث في مجال حقوق الإنسان والأمن الفكري الدكتور محمد بن أحمد بن علي المقصودي لصحيفة سبق الاكترونية، ان هذه الحملة جاءت بالدرجة الأولى لإنقاذ الشعب اليمني، ومحاولة قوية لاسترداد الشرعية وحماية الوطن والشعب اليمني من التشرذم والفقر والجوع والمرض وسفك الدماء والتشريد. وكل ذلك بتحالف خليجي وعربي إسلامي تقوده المملكة العربية السعودية بما لها من عمق استراتيجي وقوة تظهر وقت اللزوم ورجال وشعب يفدون وطنهم بكل ما يملكون.
وأضاف المقصودي إن الحكمة والصبر والحلم يُعَدّان من سياسات المملكة العربية السعودية، فهي لا تقدم يوماً ما على خطوة إلا بعد حسابات دقيقة، و تسعى دائماً لتتعامل بالحوار وبالحل السلمي مع أي مشكلة أو أزمة، ولم تأتِ "عاصفة الحزم" إلا بعد نفاد الحلول السلمية.
وأوضح الدكتور "المقصودي" أن حرب الضرورة الشرعية والقانونية ضد الحوثيين في اليمن، استندت إلى اتفاقية معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي (الملحق العسكري)، الموقّعة سنة 1950م نص في المادة الخامسة منه على "أن التعاون بين دول الجامعة العربية يتمثل في إعداد الخطط العسكرية لمواجهة جميع الأخطار المتوقعة أو أي اعتداء مسلح يمكن أن يقع على دولة أو أكثر من الدول المتعاقدة أو على قواتها، وتستند في إعداد هذه الخطط على الأسس التي يقررها مجلس الدفاع المشترك"؛ فلحرب مثل هذه تلك ضرورات وطنية تتمثل في حماية مصالحه وحدوده، كما أن جانب حماية المصالح الدولية الاقتصادية حاضر بقوة؛ وذلك عن طريق ردع السيطرة الإيرانية على مضيق باب المندب الذي هو مفتاح الدخول والخروج عبر البحر الأحمر للوصول إلى قناة السويس، وأي تهديد يعد تهديداً لخط الملاحة الدولية؛ مما أوجب على عدد من الدول العربية المشاركة حماية لمصالحها الوطنية كذلك.
وتابع، ومن ذلك يتضح أن الأساس للحرب هو حماية المصالح الوطنية والدولية من جانب اقتصادي بحت، وبذلك فلا مكان لما يتحجج به البعض بخبث ويتلبس بأنها حرب دينية، وذلك لكسب دعم بعض الجهلة والدهماء.
وأكد أن الدفاع عن الوطن شرف وواجب مقدس، وأن ما فعله الملك الحازم سلمان هو الحفاظ على مصالح بلادنا الغالية في الملاحة البحرية بالبحر الأحمر، ووقف أي تهديد من ناحية باب المندب، وذلك وفقاً للصلاحيات المخولة له وفقاً للنظام الأساسي للحكم، بالإضافة إلى أن توقيت الضربة كان مميزاً وضربة معلم وخبير، وهي ترجمة لسياسة المملكة الحازم حال حلول الأخطار، فبرغم ما عُرف عن قيادتها من الحلم والصبر وعدم التعجل في اتخاذ القرارات وميلها إلى العمل الهادئ لحل النزاعات بالطرق السلمية، إلا أن الحوثيين بطيشهم ورعونتهم وغرورهم لم يتركوا لهذه السياسة خياراً إلا المواجهة العسكرية، فجاءت "عاصفة الحزم" معبرة عن غضبة الحليم بتوقيتها، وأثرها الصاعق على البطش والغطرسة، فقد تمكنت طائرات التحالف في دقائق من ضرب مفاصل القوات الحوثية وتجمعاتهم ومخازنهم العسكرية، فإذا بالشعب اليمني يهب مرحّباً مهللاً تتعالى أصوات قيادته وفعالياته مطالبة باستمرار الحملة إلى حين اكتمال مهامها وتحقيق أهدافها السامية.
وأردف بأن صفوة القول أن "عاصفة الحزم" ليست حرباً دينية، بل هي ضرورة شرعية وقانونية وحماية للمصالح الوطنية والتجارة الدولية، ولعلها بداية لتحالف خليجي وعربي وإسلامي، لتشكيل قوة عسكرية موحدة تقيهم شرور الأيام والدول .