أخبار الآن | حلب – سوريا – (رويترز)
منظر غير عادي في شارع جانبي بحي الشعار في مدينة حلب السورية التي مزقها النزاع.. على جانبي الطريق تصطف مجموعة من السيارات الكلاسيكية القديمة المملوكة لمحمد أنيس المُكَنى أبو عمر ورثها عن أبيه
المجموعة التي يزيد عددها على 20 سيارة بعضها كانت خاصة بمسؤولين سوريين سابقين وسبق أن استُخدمت في تصوير أفلام سينمائية وعروض تلفزيونية .
وقبل تفجر الثورة السورية كان أبو عمر يفكر في إنشاء متحف لعرض سياراته القديمة فيه لكن مع بدء النزاع واستمراره حتى اليوم أرجأ حُلم طفولته.
قال أبو عمر وهو يتفقد سياراته التي يعلو الصدأ الكثير منها نظرا لحاجتها الماسة إلى الصيانة بينما أُصيب بعضها الآخر في الحرب "طبعا أنا السيارات بتكون … الأطفال بتكون بتحبها. فمن الصغر أنا بأحب السيارات … وأنا في الحقيقة بأركبهن كلهن. متينات وما زال يعني بيخبطوا بالناس … قالوا الفرس بخياله. إذا أنت بتعرف تسوقها ولو قديمة معناتها انت شاطر. فطبعا تبقى شيء متل ما تسميه ان احنا بنحاول نحافظ على الانسان. علومه. فنه. آثاره حتى المادية..معناته تجسد. صار ملك للانسانية طبعا. لذلك أنا بأحبهن هدول السيارات وبأميل لترميمهم إن شاء الله وعمل متحف في حلب."
ويستثمر أبو عمر الكثير من وقته وماله لإعادة سياراته العتيقة إلى حالتها الأولى. وعلى الرغم من حالة التدهور في بلاده فانه ما زال يأمل في أن يتمكن ذات يوم من تحقيق حُلم حياته القديم.
ويعود تاريخ تصنيع بعض هذه السيارات إلى ما قبل أربعينيات القرن المنصرم. كما أن لديه واحدة من أقدم السيارات يعود تاريخ صناعتها إلى عام 1947.
ويتذكر أبو عمر بعض الزعماء السياسيين الذين استقلوا واحدة من تلك السيارات المفضلة لديه والتي يعرضها أمام منزله حاليا فيقول "طبعا هاي بتمثل أول من ركب عليها كان (عبد الله) عطفة قائد الأركان السوري بالسبعة وأربعين ورؤساء جمهورية سوريا كلهم. حتى طبعا هاي الأعلام.. شوف محل العلم …وهون الدولة المضافة والدولة المضيفة. طبعا فيه صورة لأيام الوحدة فيها كانوا داهنينها لون أسود. الرئيسان شكري القوتلي وجمال عبد الناصر. أخدتها من مزاد أنا ورممناها صارت قريب من السابق وصار ما صار…"
وتعرضت حلب والمنطقة المحيطة بها لمعارك شرسة في الصراع الذي دخل عامه الخامس في الآونة الأخيرة وقُتل فيه زهاء 200 ألف شخص وفقا لما تقوله الأمم المتحدة.