أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا – (مصطفى جمعة)

بالرغم من كل ما يعانيه النازحون واللاجئون السوريون في المخيماتِ من برد ٍوتشردٍ وإنعدام لأساسياتِ الحياة، لا يزال السوريون مصرين على الإستمرارِ في الثورة، فهم يعتبرون أن الألمَ واحد، وأن النصر َقادمٌ لا محالة.

مراسل أخبار الآن مصطفى جمعة جال في مخيماتِ النازحين على الحدود مع تركيا واعد التقرير التالي.

تختلط عليك المشاهد في منطقة عقربات الحدودية مع تركيا عندما تكون عابر سبيل, ولكن إذا ما توقفت هناك, سترى ما لا تريك إياه عدسة الكاميرا.

الصورة هنا تعبر عن إصرار شعب على البقاء حياً رغم تعدد آلات قتله, إصرار يتجلى في تجاعيد وجوه الكهلة, و إبتسامات الأطفال, وما بعد الإصرار سؤال يطرح نفسه, كيف مر عيد الثورة من هنا؟!

يقول طالب وهو حداد: "بالنسبة لعيد الثورة, نحن نشعر وكأنها بدأت منذ قليل, همم الشباب عالية والحمد لله, ولكن من قدم إلى هنا, جاء مجبر, هدموا منزله وإنشغل هنا بتأمين لقمة الخبز و المدارس والتوعية والرعاية لطفله, في ظل إرتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة, وهنا إزدحام كبير بالسكان".

وبعد مرور أربع سنوات من ثورتهم, لا زال الجميع متمسك بمبادئ الثورة التي بدأوها سلمية, ثورة كانت سبباً كافيا عند النظام لتهجيرهم من منازلهم, و إفتعال أكبر المآسي بحقهم, تشرد وقتل, ولا مبالاة من المجتمع الدولي, و لكن هل حصلوا على أية مكاسب في المقابل؟!

يضيف أبو محمد النازح السوري: "أنا إبنتي شهيدة, وكل الناس لديهم أبناء شهداء أو معتقلين, و إن كانت هذه خسارتنا, فهي لا تقارن بما ربحناه وكسبناه, لقد كسبنا حريتنا وكرامتنا, نحن نعلم بأننا سوف نتهجر ونتشرد وسيطول ذلك, وعلى مرأى المجتمع الدولي الذي يبيع ويشتري قضيتنا, ولكننا مستمرون بالثورة إن شاء الله, سنكافح وسنصمد ونقول يسقط بشار الأسد للنهاية".

من جانبه يقول محمود هيثم وهو شاب سوري: "تهجرنا وتفرقت العائلة و أصبح كل فرد منها بجهة, لكن بالمقابل كسبنا أهم شيء يحلم به الإنسان منذ ولادته, ألا وهو الحرية والكرامة, وكا بين الخسائر والمكاسب تولدت عندنا الخبرة في كل نواحي الحياة, أفمثلاً تعملنا كيف نستخرج الماء و نولد الكهرباء".

تجديد لعهد قطعوه قبل أربع سنوات, و إستمرار بثورة حرية وكرامة, ثورة لا تشبه كل الثورات, فالثورة في سوريا, ليست بندقية فحسب, بل هي معول فلاح ومشرط طبيب وقلم كاتب, وريشة فنان, وكفاح إمرأة أجبرت على العمل لسد حاجة عائلتها.

انقضت أربع سنوات من الثورة في سوريا, ولا زال بصيص الأمل محافظاً على أوجه داخل كل من خرج لإسقاط نظام الأسد, بصيصٌ من شأنه, أن يعطي هؤلاء إندفاعاً للإستمرار بما بدأوا به, بالرغم من قساوة الحرب, فالثورة مستمرة إلى أن تحقق أهدافها.