أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا – (علي أبو المجد )
شابان سوريان صدحا بصوت الثورة ابان اندلاع الثورة السورية، غير ان قسوة الظروف التي مرت بها بلادُهم ارغمتهم على العيش في المنفى . قصة رائد الحامض أو كما يُطلق عليه "قاشوش جرجناز" و محمد الحاج يرويها لنا مراسل أخبار الآن علي ابو المجد.
لبيا نداء التغيير قبل اربع سنوات ككل السوريين وأيقنا تماما أن ثمن الحرية ليس بالرخيص، هما شابان سوريان تشهد لهما ساحات مدنهم، قدما للثورة السورية الكثير من العطاء منذ بدايتها، لكن ظروفا ما شاءت و أبعدتهم عن بلدهم.
رائد الحامض، أو كما يطلق عليه أنصار الثورة "قاشوش جرجناز"، فقد اثنين من إخوته، ولكن ذلك لم يثني من عزيمته شيئا، صدح صوته بالحرية، ولامست أغانيه آمال و آلام الشارع السوري الثائر.
اليوم، ومع الذكرى الرابعة للثورة السورية، يسكن رائد في إحدى المدن التركية، بعد أن أجبرته الظروف المادية وأسباب أخرى على الخروج من سوريا.
يقول رائد الحامض قاشوش جرجناز متحدثا عن أسباب خروجه من سوريا: "انا كناشط سلمي، لم يبق لي دور عندما تحولت الثورة السلمية الى مسلحة، وأصبحت سوريا أرض صراع لتصفية الحسابات، كذلك لم يبق لي مأوى بعد أن دمر النظام منزلي وقصدت تركيا للبحث عن لقمة العيش".
ليس النظام وحده من غيب نشاء الثورة عن الساحات، فهناك الكثير من أعداء الحرية الذين أزعجهم وجود هؤلاء النشطاء، فقتلوا بعضهم واختطفوا آخرين، وأجبر البقية على هجرة قسرية.
محمد الحاج، هو مهندس معماري من مدينة الرقة، نشط في الحراك السلمي قبل وبعد تحرير المدينة من قوات النظام السوري ولكن و مع سيطرة تنظيم داعش على المدينة، قرر النجاة بنفسه، والخروج إلى تركيا، والعمل فيما بعد مذيعا للأخبار ضمن إذاعة سورية معارضة.
يقول محمد الحاج، ناشط سلمي ومذيع في راديو سمارت: "وجدت مكانا لي في إحدى اذاعات المعارضة، أنقل صوت الثورة من خلالها، لازلت على التصاق شديد بالثورة من خلال برنامج أقدمه من خلال الأخبار اليومية التي أقدمها عبر النشرات والمواجز، لازالت الثورة قريبة مني وهذا ربما من حظي الجميل على عكس الكثير من النشطاء".
هجرة فرضت على محمد ورائد، حالهما حال الكثير من شباب الثورة في سوريا، لكن العودة لساحات الحرية، لازالت حاضرة لديهم، وفي كل حين، ينشدونها عبارات ملحنة، ويلقونها كلمات مفعمة بالأمل، أمل لولاه لما استمرت الثورة لهذا اليوم.